الطاهرة الشهيدة زهراء جحدلي هذه قصة حقيقية ليست فيلما متداولا او قصة روائية بل هي الحقيقة في مساء يوم الجمعة في قرية صغيرة شرف قرية ابو القعايد حدثت الفاجعة
الساعة تشير إلى العاشرة والنصف مساء أجواء رمضانية تبعث في النفس البهجة والطمأنينة ترفرف على البيت الريفي القابع على ضفاف وادي وساع وشهدان
نباح الكلاب يقطع صمت المكان وأشجار الأراك تلتف حول المنزل من كل مكان
زهراء سعيدة بخدمة إخوتها المعاقين تلاعبهم ,تطعمهم ,تسقيهم , تقضي حوائجهم
فجأة ! مفتاح مكيف الهواء يشتعل ... تسقط شرارة على السرير يشتعل المكان وينتشر الدخان بشكل كثيف
تنتفض زهراء كالمجنونة !! إخوتي ؟؟؟ إخوتي ؟؟؟ بمن تبدأ وكيف تصنع ؟
بدأت بالصغير أخرجته مسرعة ثم عادت وسط الدخان الكثيف بمن تبدأ هذه المرة ؟
قادها تفكيرها أن تبدأ بالأخف وزنا تجره على الأرض حتى أخرجته
ثم تعود مرة أخرى لكنها اقل نشاطا هذه المرة من سابقتها حيث الحرارة وكثافة الدخان
لكن عزيمتها كانت تفوق كل شيء
أمسكت بأخيها الثاني تجره إلى الخارج
تسقط .....
ثم تقوم تواصل المهمة
ساعدني يا الله
وصلت إلى الخارج
وقفت تبكي لا تستطيع الدخول مرة أخرى
أنجزت ما تستطيع فعله
لن يسألني الله عن الأخير ليس باستطاعتي القيام بأكثر مما قمت به
لكنه أخي هل اتركه يموت دون أن أساعده ؟
لن يستطيع أن يهرب ....لا يستطيع أن يصرخ ...... حتى لا يستطيع أن يتألم......
يا رب ساعدني !!
تحاول ....ثم تحجم ...
لكن شجاعتها وحبها الكبير لا يمكن أن يجعلها تتردد في الدخول .
عزمت على مصارعة الموت
استجمعت قواها ثم دخلت مسرعة
وجدته منبطحا على الأرض والنيران تشتعل بجسده وهو لا يحرك ساكنا
لم تستطع لمسه
ذهبت لتحضر قطعة قماش علها تساعدها في الإمساك به
دخلت غرفة مجاورة تبحث عن أي شي يمكن أن تأخذه
لكن رئتها الصغيرة لم تتحمل كثافة الدخان ويداها الغضتان لم تستطع فتح باب الغرفة الذي أذابته النيران فتسقط مغشيا عليها تنتظر من يقدم لها المساعدة
لتبدأ رحلة البحث عن زهراء وشقيقها داخل المنزل تتأخر فرق الإنقاذ في الوصول
والدها يجري كالمجنون يبحث عن أي وسيلة لإنقاذ أولاده وسط النيران
يكسر احد جدران المنزل
يخف الدخان
يتم العثور على زهراء وشقيقها
ينقلان إلى المستشفى في عجل
تدخل زهراء العناية المركزة
ويحول أخوها إلى المستشفى المركزي لوضعه الحرج
بعد يوم تفارق زهراء الحياة بعد أن قدمت ملحمة بطولية في التضحية والفداء لتلتحق بأخيها الذي سبقها بستة أشهر اثر حادث اليم لتضيف فصلا أخر من المأساة التي حلت بأسرتها
رحمك الله يا زهراء رحمة الأبرار وكتبك في إعداد الشهداء وجبر مصاب والديك