ربما تبحث الفتيات اللاتى تخطين سن الزواج عن ذلك الزوج الذى ينقذها و ينتشلها من بئر العنوسة حتى وان كان زوجا لامرأة اخرى .
عمر العنوسة يختلف من مكان لآخر فيوجد في المجتمعات الريفية ان الفتاة حين تتخطى سن العشرين من عمرها فقد اصبحت عانسا ويبدأ الغمز واللمز وبعض كلمات الشفقة التى تسبب للفتاة جرحاً غائرا يدمى قلبها من دون ان يشعر بها احد .
بينما سن العنوسة فى الحضر بعد ان تتخطى الفتاة عقدها الثالث من عمرها فيطلق عليها المجتمع لفظ العانس .
ظهرت ظاهرة العنوسة بسبب غلاء المهور والمعيشة وصعوبة توفير السكن كما ان الفتاة أصبحت تهتم بالتعليم وكانت له الاولية عن الزواج .
وفور انتهائها من التعليم اصبحت الفتاة تبحث عن العمل واثبات الذات بين مجتمع ﻻ يرحم ولم يقدر إلا المرأة العاملة وكل ذلك يهدر من العمر الكثير فتتسرب ايامه من بين يدها فتجد نفسها فتاة ( عانس ) تعيش في حالة من عدم الاستقرار النفسي فيتحول اهتمامها من البحث عن الذات من خلال عملها ووضعها الاجتماعي الى البحث عن زوج مهما كلفها هذا الأمر فتبدأ في تقديم التنازلات التى اصبح لم يقدرها الكثير من الشباب او انها تسعى لتتزوج من زوج ﻻمرأة اخرى .
حين تقرأ مقالا يتحدث عن العنوسة ويرى الكاتب ان الحل الأمثل تلك الأزمة من وجهة نظره هو تعدد الزوجات فهل هذا حقاً هو الحل ؟؟
نعلم ان تعدد الزوجات ممارسة شائعة في دول الخليج العربي، وجائز في الشريعة الاسلامية وبعض الطوائف المسيحية واليهودية .
لكن يوجد سؤال يطرح نفسه هنا كيف نواجه مشكلة العنوسة؟ وهل تعدد الزوجات حلا لتلك المأساة التى يراها البعض وكأنها الخلاص للبشرية من ذاك الشبح الذى اصبح يطارد جميع الفتيات ؟
احل الاسلام تعدد الزوجات ولكن بشروط ، واهمها العدل بين الزوجات في كل شيء وهذا بالطبع مستحيل، فلا احدا يقدر على ضبط رمانة الميزان والعدل بين الزوجات . ﻻن صفة العدل ﻻ تنسب الا لله عز وجل
( فإن خفتم الا تعدلوا فواحدة ) .
ارى ان تعدد الزوجات ليس حلا لإنقاذ الفتيات من العنوسة وإنما ارى من وجهة نظرى المتواضعة ان الحل الأمثل عدم الغلاء في المهور ومتطلبات الزواج من الشاب المتقدم للفتاة وان نطبق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف " اذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما يجب اعطاء الفتاة والشاب حرية اختيار من يشاركهما الحياة اين كان جنسيته هذا حق أعطاه الله لها .
كما يجب ان تتنازل الفتاة عن الوسامة الكاملة للمتقدم لها فلا احدا كاملاً وليست الوسامة اهم شئ في الزوج او الزوجة بل توجد مقاييس اخرى اهم بكثير وانظرى الى خلقه و دينه فهذا خير وأبقى .
واختم مقالى هذا بدعائى لكل فتاة:
اسأل الله العظيم ان يهب لكل فتاة زوجا صالحاً يقر به عينها وتقر بها عينه يا ذا الجلال والإكرام .