تبسم الدنيا بلا شفتين ، وتطعن الخيانة بدون خنجر ، و يسرق الوقت بلا يدين ، ويجرح النقد بدون مشرط . هكذا دأب هذا المخلوق المسمى "انسان" بتشخيص المشاعر و إعطائها بعدا آخر ملموسا. وقد يفتح بابا للمعركة مع الأشياء التي حوله ليثبت انه ضعيف أحياناً و مسيطر أحياناً أخرى.
هذا الإنسان نفسه هو الذي حول المصباح إلى قنبلة نووية بعدما كانت نورا يضيء كوخه الصغير ، و ارسله إلى أخيه الإنسان ليقتله و يحرق الأرض لسنوات ضوئيه لا يمكن عدها و لا التنبؤ بنتائجها الفادحة .
فهذا العابد الذي يسبح في محرابه كل ليله قد يصبح إرهابيا في غضون انحرافات عقلية بطيئة أو سريعة .وهذا العالم الذي يعكف على أبحاثه و تستفزه التجارب في مختبره ، قد ينشر وباء لا دواء له في غفلة عقليه بسيطة .
هذا الكائن البشري العجيب حين يريد شيئاً و ياخذه بالقوة يسمي ذلك حقا مشروعا ، و حين يريد شيئاً يعتقد أنه يملكه و يقاتل من أجله يسمي ذلك دفاعاً عن النفس.
حين يتمادى فيما يحب يدعي أن هذا حريه و حين يستباح حماه يسمي ذلك اعتداءا و بغيا.
و في نهاية الامر
*الجنود الشجعان يدفنون في مقابر جماعيه و الأبطال يدخلون كتب التاريخ ، و الأغبياء يوظفون سذاجتهم لصنع نجاح الأذكياء ، بغض النظر عن احقيتهم في نيل دور البطوله أو النجاح.
منى الحربي
الأخصائية الأجتماعية وعضو مجموعة نادي الخدمة الاجتماعية