قبل سنوات من الآن وفي ظل الحملة التي قامت بها حكومتنا الرشيدة ومازالت لمحاربة الفكر الضال والقضاء عليه ومطاردة وحصار الفئة التي تنتهج هذا الفكر والمنهج الدموي الإرهابي . وجميعنا نعلم أن أول من بدأ هذه الحملة ودعمها وتصدى لهذا الأمر بجهده وعمله وحتى بماله وروحه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وأكرم مثواه وساعده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف حفظه الله والذي هو الآن ولي للعهد ووزير للداخلية ومازال يقوم بهذا الأمر حتى ولو عرض حياته للخطر كما حدث سابقا في سبيل نجاح الهدف الذي يسعى إليه ولاة أمرنا بالقضاء على كل مايهدد أمن وأمان هذا الوطن ومن يعيش على أرضه بعد توفيق الله . في تلك الأيام أطلق الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله مقولته الخالدة ( المواطن رجل الأمن الأول ) ورغم قصر هذه المقولة حيث لم تتعدى أربع كلمات إلا أنها حملت الكثير من المعاني والدلالات فعندما ننطلق من عمق هذه المقولة ومدلولاتها نجد أن المواطن والمواطنة هما العمق والأصل في كل أمر يخص الأمن والأمان بعد الله سبحانه وتعالى فتفعيل هذا الحس الأمني المهم يشعر المواطن بعظيم الأهمية الملقاة على عاتقه وأنه كشخص له دور كبير في كمال المنظومة الأمنية وأنه شريك مهم وأساسي في التصدي لكل أمر قد يشكل خطرا على الوطن حتى وإن كان يراه أمرا هينا لايشكل حسب فهمه ومنظوره أهمية تذكر ( النار من مستصغر الشرر ) .
الكثير والكثير منا مازال يردد هذه المقولة الشهيرة بل إننا نتبادل إرسالها في جميع وسائل التواصل الاجتماعي لكن رغم كل هذا إلا أننا نجد بيننا فئة ابتلينا بها تسمع وتردد وتنشر هذه المقولة الشهيرة دون أن تعي ما فيها أو تستشعر أهميتها فنجدها تشارك بنشر تعاميم وأوامر أمنية سرية أو مقاطع لتحركات أو مواجهات أمنية دون تفكير منها أو إحساس بالمسؤولية حول الضرر الذي يمكن أن يسببه أو يساهم فيه نشر مثل هذه الأمور على الوطن والمواطنين . أتمنى أن نعي وندرك أن نشر مثل هذه الأمور خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي هو في الحقيقة ليس إنجازاقمنا بتحقيقه إنما هو في حقيقة الأمر مساعدة لأعداء الوطن دون أن نشعر بذلك .
خاتمة : الأمن والأمان نعمة من الله وشعور جميل لا يدركه جيدا إلا من فقده ، لكنه يزداد جمالا عند إحساسك بصدق أنك رجل الأمن الأول ....