أن يتقاعد معلم أو إثنان أو ثلاثة في مدرسة فأمر مقبول ، خاصة إذا كانوا قد بلغوا السن النظامية ، وأعطوا كل ما عندهم وأفنوا زهرة أعمارهم في التربية والتعليم .. بين تدريس وتحضير وأنشطة وأعمال متنوعة !!
لكن أن يتقاعد سبعة معلمين في مدرسة وفي يوم واحد ، منهم إثنان فقط بلغوا السن النظامية والخمسة تقاعدوا تقاعدا مبكرا فهذا أمر بالغ الخطورة ، خاصة في مدرسة إبتدائية عدد طلابها بين 200 إلى 300 طالب . وهو أمر كما أسلفت بالغ الخطورة ويحتاج من المعنيين والتربويين والباحثين إجراء الدراسات حول هذا الأمر ، ومعرفة الأسباب التي دعتهم إلى طلب التقاعد المبكر من التعليم .
البعض يقول الأسباب من الوزارة نفسها بكثر البرامج والتعاميم والمطالب وحتى التهديد بالاختبارات القياسية ومحاصرة المعلم وهضم الكثير من حقوقه.
والبعض يقول لا يوجد ما يحفز المعلم على الاستمرار ، ولا يوجد دعم مادي أو معنوي ، وحتى لوجستي .
والبعض يعزوه لفقد المعلم مكانته وقيمته داخل المجتمع وخارجه .
والبعض يقول يعمل المعلم أكثر من ربع قرن لا يخطئ وكل تلك السنوات نجاح في نجاح ، ثم يخطئ خطأ بسيط فيصبح أحاديث الصحافة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة .
والبعض يقول بسبب توقف العلاوة ولا يوجد ما يعوض ذلك.
والبعض يقول بسبب المباني خاصة المستأجرة منها وعدم صلاحيتها لعملية التعليم .
والبعض يقول بسبب بعد المدارس عن مقر سكنه ووعورة الطريق ولا يوجد تعويض لذلك.
والبعض يقول بسبب كثرة المطالب والنصاب الذي يهد الحيل ويكسر الظهر .
وقلة تقول بسبب المناهج ومثلهم يقول بسبب عدم تعاون الأسر ، ومثلهم من يقول بسبب سلوكيات بعض الطلاب التي جعلت بعضهم يمد يده على المعلم ولا ناصر له .. وهناك من يخفي الأسباب ولا يبوح بها .
وأي أمة أرادت التقدم والازدهار فلتهتم بالمعلم والمربي .. وأخاف أن يأتي يوما فلا نجد عدد المعلمين الوطنيين في مدرسة واحدة يكمل عدد أصابع اليد الواحدة . لذا لابد من إجراء الدراسات والبحوث التي تهتم بالمعلم وتجعله يستمر محبا لعمله ومثابرا ، حتى آخر يوم في سنه النظامي .