جمال بنت عبدالله السعدي
بات التعامل مع الناس أمرا لا يخلو من عبء على القلب والنفس والروح والأعصاب .
بتنا كمن يمشي في حقول ألغام لا تدري أي لحظة تنفجر بك وأي الأجزاء ستطير منك.. لم يعد في الروح سماحة، ولا في القلب مساحة، ولا في الصدر رحابة، ولا في الوجه بشاشة، ولا في الضمير سلامة، ولا في الكلمات صدق، ولا في الملمات صداقة .
تصدمك ردات أفعال البعض في حين أنت تتعامل معهم بتلقائية وشفافية وصدق نوايا.
فالاتهامات جاهزة، وسوء التقدير حاضر، وعدم الفهم قائم، وسوء الظن مقدم، حتى وإن أظهر لك عكس ذلك .
حين كنت أسمع من والديّ عبارة إلعب وحدك تيجي راضي لم يعجبني قولهما حين كانا يحذراني من بعض الاشخاص، او من بعض العلاقات، أستاء من ارتيابهما وتحذيرهما .
عندما بدأ بالإعتذار عن تلبية الكثير من الدعوات، وعن الزيارات، وبات منزلنا جنتهما أصبنا باكتئاب وإستياء لم نكن نعلم كل ما مرا به من تجارب ومن صدمات ومن خيانات من أقرب الناس .
في حين أنهما ربونا على حب العطاء وأورثونا العطف على الضعيف والحث على نجدة المحتاج واغاثة الملهوف وإكرام الضيف، وعدم إظهار الدهشة أمام ما نراه جديدا، ولا أن تملكنا الفرحة ان غنمنا، ولا الاستياء ان خسرنا، وألا نُرِيَ الأعادي الا الجلادة والصبر والقوة والاحتمال .
واليوم أقف عاجزة عن تفسير تصرفات الكثير ممن اصطفينا من الناس، وممن وضعنا بهم ثقتنا، وبمن أمسكنا أيدينا بأيديهم، ورسمنا دروبا وخضنا جبهاتٍ وضحكنا معهم وبكينا معهم .
مرهقة تلك القلوب المتقلبة، وتلك الأرواح الرائحة الغادية، وتلك الأنفس التي فيها النفيس والخبيث .
بت أخشاها جميعا لأني لم أعد أثق بأيها متى تنقلب ومتى تغدو ومتى تروح ومتى تخبث ومتى تطيب أيننا من أخلاقنا السامية التي لطالما تغنى بها الأولون وتفاخروا بها بين الأمم؟
ولماذا لم يعد الدين بيننا معاملة وليس مجرد صلوات وصيام وفرائض تؤتى خالية من حكمة مشروعيتها ؟؟
التعليقات 2
2 pings
عبله السعدي
16/05/2017 في 1:15 ص[3] رابط التعليق
كلام درر الله يوفقك يارب والله نغس الكلام كان ابويه الله يرحمه يقولةالغب وحدك تيجي راضي
Shahinaz
16/05/2017 في 2:06 ص[3] رابط التعليق
هذا ما أقوله دائما لابنتي : حرّص ولا تخوّن،، فالصاحب الصادق يظهر عند المحن وعند الأزمات ، فمن لا يحتملنا وقت المحن والشدائد لن يكون رفيقا الا وقت التراهات والتفاهات.