د.روان مسلم
تجارب الانسان هي كوابيس العصر الحالي اذا ماتم تقنينها باستعمال معادلة صحية تقود للعالم نحو النواتج الصحيحة، الجميع يموت وفق اسباب متعددة ، لكن أفظع الجرائم هو أن يقتل انسان إنساناً آخر موازياً له في أكله وشربه وحياته ليقود العالم إلى خراب مدمر للبشرية أو لسلاله واحدة ، وقد تكون الحرب البيولوجية بفعل الطبيعة والجهل بالوقاية بها أو صناعته عن قصد بغرض التدمير والى عصرنا الحالي يتم إستهداف بعض الدول بدخول مخلوقات صغيره تطرح منهم المئات وواجه التاريخ قصصاً عدة وتم سردها في الأفلام وفي داخل كل جرعة تطعيم تؤخذ هُناك قصة حرب .
ويُقصد بالأسلحة البيولوجية جميع العوامل المُسببة للأمراض والأوبئة المختلفة، ويندرج تحت هذا المصطلح العسكري كل من البكتيريا، الفطريات، الفيروسات، بالإضافة إلى جميع السموم المُنتَجة بواسطة هذه الكائنات، أو المستخلصة من النباتات والحيوانات.
فخلال الحرب العالمية الأولى استخدمها الجيش الألماني، أو خلال الحرب العالمية الثانية عندما استخدمتها القوات اليابانية ضد الصينيين.
ومن كان ليتخيل ان بطانيتين ومنديل قضى على رؤساء القبائل الهندية وانتشاره ادى الى قتل السكان الاصليين هذا ما قامت به القوات البريطانية في عام 1763م حيث أن الجدري من الأمراض الفيروسية، شديدة العدوى في الهواء، ولديه القدرة على الإصابة لفترات طويلة بسبب تميزه بدرجة عالية من الاستقرار البيئي.
السبب الرئيسي لهلاك سُكان أوروبا هو مرض الطاعون باسم الموت الأسود، وهو ظهور بقع دموية تُصبح سوداء تحت الجل ، ووقع هذا الوباء في الصين عام 1940م وذلك بعد الهجوم الياباني عندما قامت القوات اليابانية بإسقاط قنابل تحتوي على البراغيث المصابة من الطائرات تُسبب هذا الوباء بكتيريا يرسينيا بيستس pestis، حيث ينتشر عادة عن طريق لدغات البراغيث المصابة والتي تكاثرت البكتيريا بداخلها.
في 2008م اتهم الرئيس الزيمبابوي الحكومة البريطانية باستخدام الكوليرا كسلاح بيولوجي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص للإطاحة بنظامه، ووصل عدد القتلى اكثر من مليون في روسيا خلال 1852-1860م، الكوليرا قد تجتاح أي مكان لسهولة انتشارها في المناطق المزدحمة التي تعاني من عدم توافر المصادر النقية لمياه الشرب vibrio cholera، تتميز هذه البكتيريا بقدرتها على البقاء حية في مياه الصرف الصحي .
وفي عام 1979م وقعت أكبر حادثة استنشاق لجراثيم الجمرة الخبيثة، ذلك عندما أطلقت خطأ في المركز البيولوجي العسكري في سفيردلوفيسك في روسيا، مما أدى إلى إصابة 79 شخصًا، لم ينج من الموت منهم إلا 11 فردًا فقط.
لايمكنك تصور ماذا تفعل الجمرة الخبيثة اذا تم استنشاقها تجعل الانسان يشعر برعشه ثم تضعف الام عضلاته وبعدها يسعل والمرحلة القاتلة يضيق نفس فتصيبك الحمى فتلتهب الاغشية الدماغية لكن ما زالت كل من روسيا والولايات المتحدة تمتلك نُسخًا من الفيروس في مختبراتها.
نأكل الارز بشراهة هذه الايام ألم تتخيل عدواً قد يقرص بطنك بم تأكله كل يوم ؟ وربما تحدث بعدها المجاعات وقطع الامدادات الغذائية، نعم الحروب قد تأتي بأساليب غير مباشرة .
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بجمع عينات من الفطريات الضارة والمسببة لأمراض محاصيل الارز في هجوم محتمل على آسيا، ويعتبر " لفحة الأرز " من الأمراض الفتاكة التي تصيب الأرز، حيث تتطور العدوى مكونة الجراثيم الفطرية التي تتكاثر بسرعة، وتنتقل من نبات لآخر، فتؤدي إلى ضعف النباتات وبالتالي قلة المحاصيل، وتسبب تغييرًا جينيًا في النبات، مما يؤدي إلى تسمم من يتناوله.
ايضاً سم البوتلوينيوم الذي يتقصى الشعب الهوائية ويصيب الجسد بالشلل فيموت في اقل من يومين وطاعون الماشية الذي كذب جنكيز خان في نشره في اوروبا.
قد يتعجب الانسان من طرق الموت المتعدده والتي قد لاتأتي مباشرة رصاصه او سكين، كل مايستخدمه الانسان يستطيع أن يؤذيه الغذاء، الحيوانات التي يأكلها، الهواء وغيرها !
الآن نحن في عصر الحروب، اكتشاف السلاح بدلاً من الدواء خوفاً من العداوة والبغضاء، الأبحاث الجديدة في مجال البكتيريا والفيروسات هو تصنيعه ابتكاره ك"هديه" موت لطيفة، الأسوء تلك الابحاث التي تتصل بخريطتنا الجينية ليتم اكتشاف فايروس معين يصيب نوع معين للجين ثم يتم القضاء على سلالة كاملة وبشرية كاملة ! الأمر ظاهره سطحي، عمقه فقط مجموعات بحثية تدرسه وتعرف عنه !
وعلوم الأحياء الدقيقة هي ليست مخلوقات خفية حولنا هي مخلوقات نقاومها بقتلها أونستخدمها لصالحنا : نستطيع ان نجعلها تخدمنا فنقتل السرطانات كما في علم Oncolytic viruse او نصنعها لقتل عدو كما شهد التاريخ او نجعلها تتعايش معنا بتناغم كبتيريا نافعه مثل E.cloi في الأمعاء.
واخيراً:
العلم سلاح ذو حدين .. قد يكون في الكتب ويخرج مع ورقة اختبار وقد يكون في العقل وينقذ البشرية كاملة، نحن الأجناس نُحدد هواياتنا وتاريخنا بل نكتبه ونمجده او نسقطه ونمليّه بالدماء، المخازن مليئة بالأسرار والعلوم أيضاً والعقل البشري هو وحدة من يستعبد او يستلطف دخولها.. استثمارها او استهلاكها او قد تخرج وترمي بعقلك بعد تخرجك من الجامعة في حاوية قمامة قريبه من منزلك.
وحدة أنت من ستصنع الفرق ذات يوم.. العالم يشهد وقلمك يشهد.. القرار يبدأ عندما تكون مستعداً لإختياره فقط.
التعليقات 1
1 ping
A
13/11/2017 في 12:33 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل وبسيط يلهم العقل المفكر في تحديد وتحويل كل ماهو سلاح ذو حدين الى الجانب الجيد في إنقاذ البشر بدلا من جعله سبب في فناء البشرية والمخلوقات الحيه