صحيفة خبر عاجل - د.روان النمري
لا الوقت يقف ولا الزمن ينتظر أحد نحن في عوّامه دائمه لاتتوقف وعندما تاخذ هدنه مع الوقت تركض معه لئلا يسبقك ويجعلك تركب قطار المتأخرين …نحن {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
تعدد انشغال الناس منهم محكوم بوقتٍ يسابق فيه قلمه لِيُسلم ورقه الاختبار، ومنهم من يعد كم من راتبه نقص وكيف يزيده باستثماره في مشاريع صغيره ،وهذه تقلب صفحات الانستقرام بحثاً عن وصفه عشاء تعدها لزوجها هذا المساء ، وهذا يسلم تقاريره لرئيس الشركة الذي لايرضى أبداً، وهذا يصحح أخر ورقةٍ من أوراق الإختبار ليسعه النوم قليلاً حتى يستطيع حضور أول جلسات علاجه للسرطان في الصباح.
بعيداً عن الإنشغال في الآهم والمهم والانشغال في مصلحة الانسان وطمعه واحتياجاته ،استوقفني انشغال الغرب في التفاهات وفي السخف وفي افعال لاتخدم تاريخ البشريه بآي شيء ..مهرجان لعرض اجمل الكلاب ،سعى أصحابها في تسريحها وترتيبها وتمني فوزها بالكأس وهناك عدد لاحصر لها من انواع الكلاب التي لاتدري عن آي كأسٍ يتحدثون، وجهات إعلامية تصور و توثق الحدث بل وبعضهم يبكون لان كلابهم لم تَفُز ! حفلة عيد ميلاد لكلب بلغ سنته الثانية، أصبحت مؤونه الكلاب اليومية آغلى من قوت يوم شخصٍ بالغ في حين على الجهة الاخرى من هذا العالم سوريون نازحون لا تأويهم أراضيهم ولا تجمعهم بعُرب جموعهم بل تفرقوا في بلدان الغرب والعرب فأين جنسيتهم من أرضهم، وأين طعامهم وأين منامهم؟؟..
طفل إفريقي يشرب الماء الملوث فقط ليبقى على قيد الحياة، أطفال تجردوا من طفولتهم تحت مصطلحات الغزو والسلاح والاضطهاط وإيجاد كسرة خبز تُسكت جوعهم حتى الغد، أمراض تربصت بهم حتى آسكنتهم الفراش ، يعد الاب أطفاله كي لايفقد واحداً جِراء إنعدام الأمن في لبنان وفي العراق وسوريا والقدس المحتلة ، في العراق تضحي الأم بواحداً كي تستطيع الفرار بإثنان الى الجبل خوفاً من المجزرة البشرية التي خلقتها داعش.
يعاني الغرب من حالات التشرد والفقر والتلفاز يسلط الضوء على أفخر و أجمل مدنهم و صناعتهم حتى نظن بأن بلادهم آجمل البلاد وافضلها للعيش وننسى بآنهم يعانون من إنتشار الافات فكل أمراض العالم تأتي منهم فلا هناك رادع أو وازع لأي فطرة انسانية يتخبط المرء بحريته فلا يدري ماذا يفعل بها إلى أن يعيث في الارض فساداً ورجزاً عظيم، يشربون الخمر ويتمنون الاقلاع عنه، نقلدهم في رقصهم، أفعالهم، ملابسهم حتى تُقمَع الهوية العربيه المسلمة ويصير هذا المرء الجاهل إمعة تقوده أجهزة الشاشة وتحركه الموضه وتكذب عليه الشهرة، ويسلب دينه عبر القراءة الخاطئة وعبر الذهاب لأناسٌ تربصوا بدين الله الحق فغيروا مجراه وفسروه وفق اعتقاداتهم، وأموالنا وعقول شبابنا تهدر وتسرق للخارج ، تذهب أموالنا إلى حفلات الميلاد وحفلات وداع العزوبية والى تلك الفساتين التي لاتلبس إلا مرة وتُلقى في الخزانة شهوراً والى تلك الموائد الطويلة والمفاخر والكماليات والى تلك الفرق الراقصة… هل إنتصرت أمة بالرقص وباللهو ؟؟ أما كانت أموالنا أحق بأن تهدر للداخل وفي مساندة من هم أولى بها عوضاً عن شراء شامبو وأدوات تسريح قطة منزليه . الذي أود ان اقوله انا لا احاسب العالم كُله وهذه الحرب قائمة ولن تنام ، فالحرب اليوم لاتصنع في الميادين بل هي حرب العقول والاقلام، حرب الثقافة الاسلامية والدفاع عن شرف وهوية الاراضي العربية وهذا التاريخ يُسجل وهو خجول من عَصرِنا.
خجولٌ من عنوان هذا التطور "البشرية تقتل بشريتها "
يبكينا الدم وتأسرنا أجواع العالم وأحزاننهم كما لو أنها أحزاننا، هذا حزنٌ لحظي !! واعمل بتغيير مسارة و الحد منه، و محاربته والإمتناع عنه والصَدّ بالقلم ومن أرباب المنابر سنتكلم وكل ذي رأي مسموع وكلمة نافذة سَتُقرأ حتى لايبقى في أمتنا جاهل وغافل ونائم لا يعي لماذا يعيش وعلى أي نهج سيربي أطفاله، ضَعْ أموالك فيما هو فيه صلاح لنفسك ولعائلتك ولوطنك وتصدق بما هو فائض قال رسولنا الكريم:(مانقص مالٌ من صدقة ) ولاتجاهر بمعصيتك وتدعو الى الفجور ظناً بأنها الحرية وان هذه الارض دار النعيم لا الفناء ..قال تعالى:{ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } و لندعو إلى اليقظة وتسلح النفس بالإيمان وبالأخلاق وَ بالروح ينصرنا الله ويثبت أقدامكم .
التعليقات 3
3 pings
relax_so
20/02/2016 في 9:40 م[3] رابط التعليق
( وما النصر الا من عند الله )
لندعو إلى اليقظة وتسلح النفس بالإيمان وبالأخلاق وَ بالروح ينصرنا الله ويثبت أقدامكم .
مقال اكثر من رائع تسلم اناملك ?
هيموجلوين
21/02/2016 في 3:57 ص[3] رابط التعليق
نأمل التغيير للأفضل بإذن الله ، وفهم الدين الصحيح وتطبيقه ..
مقال رائع .
Alzain19
21/02/2016 في 6:45 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع يحاكي واقعنا سلمت اناملك ?