قاسم المحاضي
لا أدري كيف أبدأ وماذا أقول..!! ولكن الجميع يسمع عن موسوعة جينيس للأرقام القياسية لكل ماهو نادر من نوعه ويبحث عنها هواة الشهرة والتوثيق ويسعون للتسجيل بها .. لكن عكس ذلك تماماً هناك فئة فشلت في تحقيق امرٍ ينفع الإنسان والمجتمع فدخلت هذه الموسوعة من بابها الأسوأ.
حقيقةً تذكرت هذا وأنا أرى بلدية قنا تعبث بميزانيتها وتستهلكها في مشاريع فاشلة وعشوائية التنفيذ .. ولاتخدم الانسان والذي هو الاهم والاولى بها.. فنرى أنها توغلت في نحت الجبال وهدمها وسفلتتها من أجل أن تخرج لنا بمطلٍ يطل على كامل مركز قنا .. وكأن قنا وقراها بحاجةٍ ماسة الى مطل اكثر من غيره أو يخيّل إلينا بأن سكان قنا قد اكتفوا من جميع النواحي الخدمية الاساسية ولم يعد ينقصهم إلا أن يتسلقوا الجبال بسياراتهم .
إنني أتعجب من ذلك!! ولم يدعني هذا التعجب إلا أن اطرح سؤالاً هاماً وهو : هل أنهت بلدية قنا الضرورات ومتطلبات سكانها حتى تلتفت للكماليات ؟؟
لقد استبشر الجميع قبل اعوام عندما افتتحت هذه البلدية لأنها سوف تحل الكثير من المشاكل والعوائق التي يشتكي منها اهالي قنا والقرى التابعة لها.. مثل لتين والمعشور والمدان وباقي القرى الاخرى.. ولكن للأسف الشديد سرعان ماتلاشت هذه الفرحة.
فالبلدية ومسؤوليها لم يلتفتوا لهذه القرى وخصوصاً قرية لتين وقرية المعشور وبقيت مغلوب على أمرها وظلت مهمشةً وكأنها ليست من ضمن قرى مركز قنا .. مع العلم بأن عدد سكانها هم الاكثر على مستوى المركز والاكثر حاجةً لمشاريع البلدية..
ومن هنا أبعث تحيةً للمسؤول -رئيس البلدية- المحترم.. وأوجه له بعض الاسئلة..
أيها المسؤول.. أين لتين والمعشور من اهتمامكم ؟ أين لتين والمعشور من مشاريعكم ؟؟ أليست من ضمن قرى قنا ؟؟
وإلى متى ستبقى خارج اهتمامكم ؟؟
لقد عانت قرية لتين خصوصاً وعانى أهلها الكثير.. من سوء الطرق وضيقها..وتعرضها للانهيارات وخصوصاً مع هطول الامطار وتغيرات الزمن .
أيعقل أن يكون طريقاً يربط لتين بقنا كعقبة ( الصنيعة ) مهملٌ إلى هذه الدرجة؟؟
طريق ضيق وبه انهيارات كثيرة وفيه من الحفر التي اعدمت سياراتنا مالا يحصى ؟؟
أين اهتمامكم من ذلك ؟؟ لايوجد تصريف لمياه الامطار أو تحصين ضد الانهيارات أو حتى مجرد الميول للاماكن التي تأتي منها مياه الامطار.. طريق كهذا من المفروض أن يكون ضمن أولويات البلدية ومشاريعها ..
أما عن الطرق داخل القرية ووصلات البيوت فحدث ولا حرج .. فعندما تأتي الامطار تجعلها كومةً من الصخور المبعثرة ومن الحفر الكثيرة وفي كل مكان ولم تكلف البلدية نفسها حتى ولو بإرسال معدة لاصلاحها ومسحها لكي تكون سالكةً لمرتاديها ..لماذا يارئيس البلدية هذا التجاهل ؟؟ أقنعني بإجابةٍ شافية ..
لماذا نرى بعض الاماكن الصغيرة في قنا وماجاورها موصولاً لها الاسفلت واعمدة الانارة تتوزع على جوانبها والبلدية مهتمة بها .. بينما نحن لم نرى منكم حتى ولو مجرد وعود.. أم أن هذه الاماكن عليها توصية من حضرة.... أو سعادة .... أو عضو المجلس البلدي ... أم أن بنود المحسوبيات والصداقات لها دور في ذلك .!!
لقد صارت هذه البلدية حجر عثرة في وجه أهالي هذه القرية وكأنها تعلن التحدي لهم.
أيها الرئيس المحترم.. ما الذي يمنعك من ان تنزل من برجك العاجي وتركب سيارتك وتذهب الى هذه القرية وتجوب طرقها وتتعرف على احتياجات أهلها وتستمع لشكواهم ومشاكلهم .. فالاساس أنك وضعت في منصبك هذا حتى تكون خادماً لهم ووظيفتك تكليف لاتشريف .. وليست المسؤولية حينما تكون على كرسيك الدوار وتحت مكيف مكتبك البارد بقدر ماهي تواصلك مع الاهالي والمساهمة في حل مشاكلهم .
يارئيس البلدية.. أوقف نحت الجبال وهدمها والبحث عن المطلات فلسنا بحاجة لها بقدر مانحن بحاجة ماسة إلى أن نحصل على أهم الخدمات البسيطة..لانريد مطلات بقدر مانريد طرق مسفلته وواسعة ونرى الانارة تضيئها..
فماذا سنستفيد منها ونحن محرومين من أبسط الخدمات المشروعة لنا.
أيها الرئيس.. أتمنى بألا تكون مجرد قارئ فقط لهذا المقال .. وكذلك ألا تتعاطى مع مانطلبه بشئ من الدبلوماسية وتعالج بعض المشاكل ببعض الكبسولات المسكنة التي يختفي مفعولها سريعاً كماحصل سابقاً ويعود الألم في الظهور على السطح من جديد .. وتأكد أنك مسؤول أمام الله عن هذه الامانة وعن هذا المنصب الذي وضعت فيه ..
وأخيراً..
( لا حياة لمن تنادي ) .. سمعناها كثيراً وأتمنى ألا تردد كثيراً.. وإن ترددت فلا غرابة في ذلك فالضمير ميّتٌ في هذا الزمن إلا من رحم ربي..
التعليقات 1
1 ping
أبو نوااف
23/07/2016 في 10:36 م[3] رابط التعليق
لا فُض فوك أخي الحبيب .. في الصميم ??