هدى حكمي
في زحمة الحياة وضغوطها ومابين لحظات من الفرح والحزن هناك شعور قد يتسرب داخلنا من حين لأخر (الإحساس بالغربة ) وبرغم من وجود الأحباب حولنا إلا أنه ينتابنا ذلك الشعور الخفي الموحش حتى أننا أحياناً نجهل أسبابه الحقيقية ..!؟
قد يكون فراق أحباب ، وربما السفر بعيداً عن الأهل، أو إحساس الشخص بأنه لا يوجد من يفهمه أو يسمع له ويقدره .
ولكن كل ذلك قابل للتغير وقابل للإدراك الشخصي ومحاولة إنتزاعها من داخله والتخلص منها بطرق عديده وبسيطه ومن أهم هذه الطرق وأفضلها هو التقرب إلى الله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ).
كذلك الإندماج في المجتمع ومشاركة الأهل والأصدقاء الأوقات وتبادل أطراف الحديث مابين ضحكة وإبتسامة والشعور بالأخرين والوقوف معهم جنب إلى جنب في أفراحهم وأتراحهم.
ولكن هنا أستوقف كثيراً وأتأمل طويلاً في ذلك الشعور "غربة الروح".
إن من أصعب حالات الإحساس بالغربة هو ذاك الشخص الذي تسوطنه غربة الروح مع ذاته طوال حياته في ألا إدراك يسير في هذه الحياة غريب الفكر والأفكار والسلوك بعدم مقدرته على التعايش بحب وألفه وود مع من حوله ظنا منه بأنه على حق ووعي تام بما يدور حوله . وبأن الجميع ليسوا صالحين وغير صادقين متربصين له للإضرار بشخصه حتى في أبسط أمور الحياة الأسرية والإجتماعيه.
فنجده غير متأقلم معهم ولا مع ذاته، يعيش دوامة من الصراع الداخلي النفسي، تتخبط به الأفكار اللا منطقيه والرؤية اللا معقوله، دائم التذمر بسبب أختلاف تلك الأفكار والرؤية من زاوية واحده وهي زاوية تفكيره الخاصه به .
فهو لا يسمع إلا صوت نفسه، حتى تتولد لديه حالة من الكره والعدوانية للأسره والمجتمع ولنفسه أيضاً.
فما أصعب تلك الغربة حين تمضي حياة الإنسان وهو لايدرك حقيقة ذلك الذهان هنا تكمن مأساة الإنسان الحقيقية في "غربة الروح".
( عاش غريب ورحل غريب )
التعليقات 2
2 pings
عائشة زكري
26/02/2016 في 7:48 م[3] رابط التعليق
من رحم المعاناة يخلق الإبداع والكلمة الصادقة والمعبرة . كم أنت رائعة أخت هدى حكمي .
الأمير المسافر
26/02/2016 في 9:00 م[3] رابط التعليق
كلام جميل اخت هدى وتعليق رائع استاذة عائشه …