لطالما تناولنا مسائل الخدمات البلدية واداء الجهات المعنية بها بالنقد اللاذع والتجريح وأثرنا في نفوسنا وفي العامة مشاعر السخط والتذمر وربطنا ذلك طوعا وعنوة بأكثر الكلمات شيوعا ( الفساد والاهمال والقصور وانعدام الكفاءة والمحسوبيات والمصالح الخاصة .. الخ ... ) ووجهنا اصابع الاتهام المحقّة واصدرنا الاحكام ممهورة بختم القناعة ..
ومع تقادم الزمن احطنا عقولنا ومداركنا بدائرة كثيفة من السلبية والاحباط والشعور بالعجز وانعدام القدرة ..
وكمثل شوارع مدينتنا المهشمة تهشمت امالنا وتوقعاتنا وامتلئت عقولنا بالحفر والمطبات وكمثل طرقنا المتآكلة تآكلت الامنيات وتفتت ، وكحال مشاريع التنمية والتطوير مات الحلم في الصدور وتراكمت المخلفات السلبية في جنباتنا كحال قرانا واحياءنا ..
وباستمرار النظر الى الجزء الخالي من الكأس توقفنا عن بناء الجسور للعبور الى ساحات المعرفة الخضراء وشواطىء الامل المتجدد وتوقف عندنا التفكير والتفاعل الايجابي وغاب عن اعيننا النظر المتفائل فتلاشت تدريجيا من حياتنا ازاهير الحلم الجميلة تحت وطأة ظلال الواقع وران النقد السلبي والجدل العقيم .
وكالرجل المريض اصبح طعم كل شيء مرّا وتناقصت مساحات الفرح وتقلصت فرص الاحتفالات والمفاخر ..
اطلقنا كل تلك الطاقة السلبية في كوننا فعادت الينا اكثر سوء وقبحا .. هكذا يعمل قانون الجذب وهكذا كنا نظن فكل شيء معقد وليس له حلّا ككرة من الشعر .
غير ان ذلك ليس كل شيء وليس نهاية المطاف وليس كله حقيقة وليس كله خطئا او اوهاما وبين حقيقة الواقع وواقع الحقيقة مساحة من المعلومات المجهولة ..
بالامس وبقلوب اقض مضحعها مرارة الواقع حملنا كرة الشعر المعقدة الى رئيس بلديتنا ( المهندس سليمان الفيفي ) نمد اليه ايادي الدعم والمساندة حاملين معنا امالنا العريضة وتوقعاتنا العالية ..
كان لقاءا جميلا كمصاطب فيفا الخضراء ، دافئا وحميميا كأحضان الوطن ، صريحا وشفافا كضياء الشروق ..
تمددت على مسافة النظر بين عينيه واعيننا رقعة محافظة المسارحة المجعدة ووجهها المليء بالثقوب والحفر والاخاديد ..
كنا وفدا اهليا وكان رجلا مسؤولا لكنه ما لبث ان اصبح واحدا منا وبقي كرسي الرئاسة خاليا نحصبه بحصباء اليأس تارة وبورود الامل تارة اخرى ..
استمع الينا بانصات وتحدث الينا بحكمة ووعي .. وكمواطن كان يحمل هموم مجتمعه و يحمل معها هموما اخرى كمسؤول ..
قالها بألم و بصراحة ( إن جهاز البلدية يتحمل مسؤولية ما الت اليه محافظة الاحد ومنجزاتها السابقة من اهمال وتدمير ، وأن هذا الجهاز معني بالعمل على ازدهار المحافظة وتطويرها ) .
لم يداهن ولم يلتمس الاعذار والتبريرات ولم يتهم ولم يدافع ولم يقل العين بصيرة واليد قصيرة ..
بدا شخصا لا يؤمن بالمستحيل ومسؤولا لا يقر له قرار على الاهمال والتقصير وحين قالها بوضوح ( يؤلمني ما يؤلمكم وان لم اجد حلاّ فساقدم ورقتي وامضي ..) كان يعني ما يقول .
عرض علينا رؤيته الواعدة وافكاره وخططه لتطوير مدن وقرى المحافظة والجهود الحثيثه التي يبذلها من اجل اصلاح ما يمكن اصلاحه وجلب الاستثمارات لمدينة الاحد وعنايته القصوى بالنظافة وحماية البيئة وبيّن كيف ان بلدية المسارحة تحملت اعباء خدماتية ومسؤليات اضافية فوق ما هو مخطط لها وفوق مستوى تصنيفها الادري ومخصصاتها المالية وقوتها البشرية ومن ذلك اعباء المشروعات الاسكانية والخيرية المستحدثة في المحافظة واعباء خدمة المجهود الحربي والمواقع ذات العلاقة ..
كما اماط اللثام عن العقبات والعوائق المعطله لخطط وجهود التطوير والتنمية وتغليب البعض لمصالحهم الخاصة على المصلحة العامة للمحافظة .. وهي عقبات وعوائق سيكون لدور الاهالي الايجابي والفاعل تأثيرا قويا وعونا مباشرا لتذليلها وتجاوزها ..
وخلال الخمس سنوات القادمة من المأمول أن تشهد مدينة الاحد تحسنا وتطورا ملموسا في مختلف شؤونها البلدية ..
كان لقاءا ناجحا ازال من اذهاننا الكثير من اللبس والظنون ووضعنا على محجة الخبر اليقين وفتح صفحة جديدة نقية من صفحات التعاون والتكامل بين المواطن المسؤول والمسؤول المواطن ..
واذا كان للحديث بقية فإن تتمته في استمرار التواصل والتعاون والدعم والمساندة للجهود التنموية والاصلاحية والتطويرية التي يتطلع اليها الاهالي والمسؤولين على حد سواء ..
ان جمال محافظتنا ومدنها وقراها انما هو انعكاس لحال اهلها ومواطنيها وبقدر ما نملكه من جمال الروح وصدق النوايا والعزائم وتغليب المصلحة العامة على مصالحنا الخاصة ستكون محافظتنا اجمل .
والله الموفق .