لدي أكثر من عشرين قروب متخصصة على الواتس أب وأحيانا يكون هناك سائل عن الفائدة أو الهدف من هذا القروب .. وصادف اليوم وسألني أحد الزملاء عن الفائدة من قروب "نادي الصحافة الإلكتروني" فأفدته بالآتي :-
إن لدي من الخبرة في قيادة إدارة البرامج بصفة عامة تكاد تصل لأكثر من ثلاثين عام ، ولذا عندما ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي وجدتها حلم كبير وجميل أن تقرب بين البشر في أنحاء العالم لنصبح قريه واحدة شاسعة المسافات ونتعرف عن بعضنا عن بعد ونعرف عن بعضنا الشئ الكثير .
وعلينا ان نعرف ان لكل شئ في الدنيا استخدامان استخدام حسن واستخدام سئ ، أي كل شي في الوجود أصله طريقتين ، طريقة جيدة أو طريقة سيئة ، ولك الحرية في إختيار الطريقة بما فيها نفسنا وديننا وفكرنا و عاداتنا وتقاليدنا وكل شئ .
وبينما النخبة العظمى من شعوبنا العربية تستخدم وسائل التواصل فقط للدعابة والترفيه وتضييع الوقت ، نجد القليل منهم وأنا منهم نستخدمها وخاصة الواتس اب مثلا كمنابر وملتقيات وأندية تدريبية وتثقيفية وتعليمية وتوعوية وتوجيهية متخصصة ، نجمع فيها أكبر قدر من اﻷقارب والأحبة والأصدقاء والزملاء لمناقشة مختلف أحوالنا الشخصية في حياتنا وفي مجتمعنا ، سواء كانت منها الأحوال الاجتماعية والصحية والرياضية والعلمية والأدبية والثقافية والصحية والأمنية والتوعوية والتوجيهية وغيرها ونعتبرها منابر للتدريب على أسلوب المشاركة بالرأي والمحاورة الجيدة وتقبل الطرف الآخر والرأي الآخر دون التأثير على رأينا المختلف وواجهنا الكثير من الصعوبات ولم أقل يوما أنني تعبت في إدارة اي من منابري بل كنت مع كل تجربة أستفيد وأستفيد ، وأضع لمستي الخاصة في كل قروب والحمد لله لدي الآن أكثر من 20 قروب متخصصة على الواتس آب تعمل في مختلف البرامج التي يحتاجها المجتمع .
ومنها "نادي الخدمة الاجتماعية" (الاعضاء والعضوات كلهم تخصص خدمة اجتماعية ويناقشوا برامجهم الاجتماعية) ، وهناك "نادي التغذية العلاجية" (ويناقشوا برامجهم التغذية) و "نادي الفن التشكيلي" و "منتدى رواد القلم العربي" ، و "منتدى رواد الكلمة المشرقة" ، و "نادي العلاقات العامة" و "نادي الصحافة السعودي" و "نادي الصحافة الإلكترونية" والذي انشأ من أجل مباركة آلاف الصحف الالكترونية الموجودة ولا أحب أن أنتقد أي صحيفة مهما كانت قوية أو ضعيفة معروفة أو غير ، بالعكس ، نبارك لكل إنسان إعلامي أو غير انشا صحيفة إلكتروتية ، بل ونشكره على تلك الخطوة الجميلة ونتمنى له التوفيق و النجاح فيها ، و نعرف أن عدد كبير من الصحف تمثل قراهم أو مدنهم أو مناطقهم أو المملكة ، كما كان في المنتديات في السابق ، وبعضها قلبت من منتدى لصحيفة ، وهو بلا شك شي جميل ، ورغم عدم وجود الدعم المالي من الدولة إلا أنهم إجتهدوا في تكوين صحفهم وتكوين مجالس إدارات لها ومحررين ومصورين ومنفذين بمجهودات شخصية من أجل ان يكونوا أعضاء فعالين في مجتمعهم ، ورغم عدم دفع رواتب للعاملين في تلك الصحف إلا أن هؤلاء العاملين سعيدين بالعمل قي تلك الصحف ويتأملون أن يحصلوا على مميزات مالية في المستقبل ، لكن لو سألنا ، لماذا رغم عدم وجود المال يعملون ولا يتضجرون ولا يتوقفون عن العمل ؟! فتكون الإجابة حاضرة لديهم قبلنا ، إنه حبهم للإعلام ، إنها هواية محببة لهم ، مثل كل الهوايات ، كممارسة كرة القدم أو السباحة أو ركوب الخيل أو الكتابة أو الرسم او سباق السيارات أو .. أو .. وربما يدفعون من جيوبهم دون مردود عكسي .. لكنه حب الإعلام والصحافة .. يسعدهم فيعملون فيه بلا مقابل .
لذا كنت أسعد وأنا أجمع الإعلاميين في عدد من القروبات المختلفة ما بين رؤساء ومدراء التحرير ومحررين ومراسلين ومنفذين ومصورين ومسؤولين علاقات عامة وغيرهم ..
أولا : ليتعارفوا على بعض فمجالهم واحد .
ثانيا : ليستفيدوا من بعض بالتواصل واللقاءات في المهرجانات والمؤتمرات وغيرها.
ثالثا : ينقلون الخبرات لبعضهم من خلال الحوارات والنقاشات التي تدور بينهم في تلك المنابر فيستفيد الواحد من طرح اﻵخر.
رابعا : أن يبدأو محاولة التوجه لبناء مؤسسات صحفية إلكترونية للتسويق الإعلامي من خلال الرعاية المالية من رجال أعمال أو غيرهم حتى يستطيعون أن يعملوا كيان إعلامي إلكتروني مؤسس جيد يفيد ويستفيد .
والحمد لله من خلال وجودنا وتعارفنا وتحاورنا بدأنا نقترب أكثر من الهدف من التواجد في تلك القروبات وهي كما قلنا منابر علمية نستفيد منها من بعضنا البعض .. ولا أحب أن يستكثر بعضنا من عدد الصحف الالكترونية في المملكة التي قد تصل الى 2000 منها حوالي 750 مرخصة رسميا ، فلو كان لدينا 20.000 ألف صحيفة لما إعتبرتها كثيرة.. عادي نعتبرها مثل المدارس كثرتها تفيد ولا تضر .
لكن في النهاية كل صحيفة ستجتهد وتحاول الوصول للقارئ والمتابع الحقيقي من خلال أنشطتها هي التي ستنجح أكثر ..لدينا أيضا آلاف القنوات الفضائية لكن هناك قنوات محددة تشدنا برامجها ونجلس نشاهدها دون غيرها .. لماذا ؟!.. لإن برامجها تفوقت على البرامج الأخرى من جميع الاتجاهات وأجبرتنا على متابعتها دون غيرها ... ، ومثلها كانت سابقا الصحف الورقية ، وأيضا ستكون مثلها الصحف الالكترونية في قادم الأيام .. لذا فحديث اليوم ومناقشة اليوم عن سلبيات ومشاكل الصحف اﻹلكترونية لهو جميل لكي نستفيد من بعضنا في تطوير عملنا في تلك الصحف وتطوير أدائنا للأفضل .. ويجب علينا عدم التطرق لما يحبط عزيمتنا .
فمن تكلم عن أخبار العلاقات العامة وأن معظم الصحف تتلقفها تهتم بها لم يتوفق في حديثه .. فكل وسائل الإعلام بكافة أشكالها المشاهدة والسمعية والمقروءة تعتمد على أخبار العلاقات العامة ، ومن خلال ترقبها وتلقيها من وكالات الأنباء أو مواقع أصحابها اﻹلكترونية على وسائل التواصل .
لكن الوسيلة الإعلامية الجيدة تأخذ خبر العلاقات العامة وتعمل عليه .. إما تعيد صياغته بطريقتها ، أو تأتي بمحللين للحديث عن الخبر ، أو كتابة مقالات تستوعب الخبر حسب أهميته .
أما أننا نستنكر خبر العلاقات العامة أو نهمله ونقلل من قيمته .. فهذا غير مجدي ونأمل لكل من يتحدث عن ذلك الكف عن التقليل من تلك الاخبار .
وفي إتجاه آخر لإثبات التميز تلجأ بعض الوسائل الإعلامية لبرامجها الخاصة وإنتاجها الخاص ، سواء عمل لقاءات أو تقارير خاصة أو مقالات خاصة عن نفس الموضوع ويكون لها إنفرادية بتلك الوسيلة الاعلامية .. تبين تميزها عن غيرها .
ونتطرق لمن يتحدث عن ألأخطاء اﻹملائية في الصحف نقول هذا ايضا مردود عليه لاننا نجده في مختلف الصحف العالمية والمشهورة وهي غفوات طبيعية فالكمال لله سبحانه تعالى فقط .
لكن في البداية والنهاية لو لديك رصيد مالي تصرف على برامجك في صحيفتك ستتفوق وتجد الآلاف من متابعينك ، ولو ليس لك مصدر مالي جيد فعليك أن تجتهد مع الطيبين الذين يعملون معك بمحبة دون مقابل وتعاملهم بلين كي لا تخسرهم .. فمن الممكن بسهولة انتقالهم لصحيفة أخرى وستتقبلهم ، ومع الأيام لو وجدوا وسيلة أخرى تدفع لهم ماليا ، طبيعي أن ينتقلوا لها ويتركونك ، و بينما تفتقدهم ستجد آخرين يبحثون عنك ويعملو معك محبة في الإعلام لكسب الخبرة .. وسيظل ينبوعنا يعطي بلا حدود .
بقلم .د. جمعه الخياط
الخبير في التحليل والبحث الإجتماعي والصحي والسياسي