الإعاقة ليست بالمعنى أن المعاق لا يستطيع الحركة إلا بكرسي العجلات ، أو بأطراف صناعية ، وإنما المعنى المراد إليه هو الذي لا يستطيع تحريك قدميه لتحقيق ذاته و السعي للوصول إلى والنجاح , والانجاز بما يقدمه لخدمة المجتمع و العالم بأكمله ، لطالما كان المعاق حركياً بريئاً من المسمى الذي أطلق عليه و جعلنا اللوم به لأنه لا يقدر على الحركة مثل مايستطيع الآخرين ، مع العلم انه أفضل بكثير من الشخص الذي لا قيمة له في الحياة سوى العبث فيها ، واللعب بدون أي فائدة تجعله شخص منجز ، مشكلتنا نحن أننا لسنا مهيئين في التعامل معذوي الاحتياجات الخاصة ، والوعي بقدراتهم و أهميتهم في المجتمع ، فركزنا على أطرافهم المشلولة , و تجاهلنا أنفسنا و إعاقة أفكارنا المشلولة والغير قادرة على الوصول إلى هدفها و ما نريده في الحياة بشكل عام ، فإن العجز الفكري هو الذي يعيق حركتنا ، وعدم تحمل أي شيء يساعدنا على تحقيق النجاح يجعلنا ننحدر في قاع مليئاً بالأشخاص الفاشلون ، والمحبطين ، والذين لا حول لهم و لا قوة في العمل مع أن إمكانياتهم تؤهلهم للوصول إلى المبتغى ، والانجاز، و امتلاك مهارات أخرى ، إلا أن عقولهم تأبى العمل ، وتعشق شيء اسمه الكسل فتعطلت قدراتهم على النهوض ، و أصبحوا معاقين , فنحن مسئولين عن قدراتنا ، وما نمتلكه في أيدينا من مهارات التي تجعلنا ننتج و نعمل ،
فالحياة الحقيقية هي حياة الفكر ، والروح ، والعمل ، وما ينير عقولنا من تجارب ، وخبرات , وأفكار تنمي المعرفة التي بداخلنا ، وتوقظ أنفسنا من الغفلة ، كما أخبرنا الشاعر في قصيدته حين قال : ليست الحياة بأنفاس ترددها ... إن الحياة حياة الفكر و العمل .
فالإنسان حين يعمل و يجد ثمرة عمله و فكره فسيجد اللذة و روح الحياة و بهجتها حين يرى الانجاز الذي صنعه ، ولن يكون أسيراً للفشل , فكلما عملنا باستمرار , و أصربنا على تحقيق النجاح , كلما أصبحنا أشخاص ذو أهمية في المجتمع و ناجحين في الحياة , فحتى لا نعيق أفكارنا فلا بد مننا أن لا نجعل كل ما يعكر صفوة أفكارنا سبباً لفشلنا ، و فتور قوّانا ، وعجزنا عن العمل , و لنجعل العمل الذي نعمل به خالصاً لوجه الله لنؤجر كما قال الله سبحانه و تعالى في آيته المحكمة : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ) سورة التوبة ولنسأل أنفسنا دائماً ما هو هدفنا الذي نريد أن نصل إليه في حياتنا وما هي الطرق التي تساعدنا على تخطي الصعوبات و المعوقات في الطريق , وهل العمل الذي نعمل به سلبياً يهدم المجتمع , أم انه ايجابياً فيساهم بناءه ويجعلنا نستغل بذرة وقتنا الذي يمضي من هدره في كل دقيقة تمر أمامنا فيجدي نفعاً , فالنجاح يستحقه فقط أصحاب الأيدي العاملة ، وأصحاب الفكر البناء ، والنفس التواقة للنجاح , و لا فائدة من النجاح والعمل ، ليس له همة معطاءة و لا إرادة تمكننا من الإنجاز ، وتجعلنا نمتطي نحو الهدف الذي نسير اليه ، ونمشي بدون تأهب أو فشل ، فما دام أن الإنسان لديه طموح و حلم عظيم يحاول أن يصل إليه بقوة فسيستطيع أن يملك و يحقق ما يريده في الحياة .