كل منا يمر بموقف عابر ،يسرد عبارة لم أجد مكاناً غيره، كموقف سيارة أو كرسي انتظار وفي أي مكان عام لا يجدر بنا الانتقاء فيه مايناسبنا، فنُجبر على مكان وإن كنا لانريده، ونشعر أحياناً بشيء من الضيق، فكيف إذا كان هذا المكان في إختيارات الحياة، حين لانجد سوى هذه الوظيفة، أو لا نستطيع العيش إلا بهذا المكان، ويُقاس على هذا الكثير من الأماكن أو الأمور التي نشعر بأنها لا تلائمنا، ومع ذلك نتعايش ونتكيف معها، ولكننا نظل نحلم بمكاننا، والعجيب أن الحلم قد يتحقق يوماً وحينها يغلبنا الحنين على مامضى، ونظن أننا أخطأنا الحلم، أو أنه خاب ظننا، ولكن الأعجب أننا لانتوقف عن الحلم بالرغم من أننا ندرك أنه لاشيء يدوم، هكذا الحياة لا تنصاع لرغباتنا ولكن الأجمل أن نغلبها بتفاؤلنا، ونظل نطمح للأفضل في كل شيء لأننا كلنا نستحق الأجود، فالمكان الضيق الذي لم تجد غيره غداً يصبح بلمساتك جنة، وإن سار بك الدرب واستبدلته بحلمك فأنت أيضاً فزت بما لم يحققه غيرك، تعلق بأطراف حلمك ولكن لاتجعله يشوه واقعك، فلا تنسى أن مانخسره لا يعود، فأحياناً يكون التمسك بالقلوب هو الأهم، تجاوز كل مقعد تركته فما كان لك سيكون لغيرك، وتمضي الحياة بك وبما تحققه لنفسك، فأنت من تصنع مكانك حتى وإن لم تجد غيره .