لم تكن مجرد صفعة لمواطنة مهضوم حقها أو ضائع ومسلوب ومغتصب ، بل هي صفعة للمجتمع كله.
لطالما تناول الكتاب والمفكرون هذه القضية و ناشدوا بضرورة متابعة حالة المتسولين والمتسولات في الشوارع ، و كذلك الباعة المتجولين ومن الأطفال خاصة ، لمعرفة ما وراءهم من حكايات دفعتهم لهذا العمل الشاق ، او السعي المهين لكسب قوت يومهم و تعرضهم للمهانة والمشقة وغالبيتهم لا يعرفون الحرف ، وأقرانهم لم يغادروا مقاعد الدراسة بعد.
لسنا ضد السعي لكسب الرزق الحلال، ولكنا ضد ان يكون الأطفال بالشوارع بدلا من المنازل المؤهلة للسكن الآمن، وضد أن يصفعوا من معدومي الضمير والانسانية وتداس كرامتهم وتصادر براءتهم، وهم الأولى بهم أن يشتد عودهم وتبنى شخصياتهم على مقاعد الدراسة، وضد أن ينجب الذكر عشرات الأطفال دون أن يتولى رعايتهم، وفي غفلة عن مؤسسات مجتمعية وإنسانية أولى بها العناية بهم و تتبع أحوالهم وتأمين لقمة عيش وسكن آمن ومستقبل زاهر لهم .
هل تكفي صفعة صيتة لتوقظنا أم نحتاج صفعات أخرى ؟! هل كان ينتظر المسؤلون وذوي القلوب الرحيمة هذه الصفعة ليقوموا بمثل هذه الزيارة ؟
أولم يروا من قبل عشرات الأطفال حول الحرم يبيعون الحب ويتسولون، أو يبيعون ما يقدرون على حمله بأجساد هزيلة وعيون منكسرة ؟!
أتمنى من الجهات المعنية تتبع حالات جميع من هم في الشوارع ، وحول الحرم والأسواق وعلى ابواب المحلات والمستشفيات لمساعدتهم على تجاوز محنتهم ، ولمعرفة أحقية من يحتاج المساعدة فعلا ، وينقذه من عواقب التجوال بالشوارع ليل نهار ، وما يتعرضون له من ذل ومهانة واستغلال وسلب للبراءة والكرامة .
ولمعرفة من هم يمتهنون التسول لأغراض لا علاقة لها بالحاجة الملحة للقمة عيش كريم .