لا شك أن غالبية البيوت في الفترة القادمة ستتحول الى ساحة حرب مع صدور قرارات ومراسيم جادة .. تقيد من حركة أهل البيت فيعلو الصراخ وتحتدم المعارك وتنتفخ الأوداج وتحمر العيون ويرتفع معدل القلق والضيق والتضجر .. ويصدر قرار منع التجول .
ولتكون هذه المرحلة مرحلة هادئة آمنة، لابد من أن يقوم كل طرف من أطراف المعركة بواجباته وتتفيذ ماعليه من مهام، والمقصود هنا بالطبع الأباء والأبناء في فترة الاختبارات وما قبلها .
يزداد حرص الآباء على تميز الأبناء وحصولهم على درجات عالية في موادهم الدراسية بدافع تأمين مستقبلهم بالدرجة الأولى .
علما بأن هذه المهمة يجب ان تبدأ مع بداية العام الدراسي وليس قبل أسابيع أو أيام من الاختبارات النهائية ونوجز بعجالة لأهم الطرق التي تساعد الآباء لمد يد العون للأبناء عند الدراسة من اهمها :
تأمين الجو الهاديء بالبيت ، وتجتب وضع الأبناء تحت ضغط الاختبارات والرهبة منها، بل اشعارهم انها حصيلة ما درسوه. و وسيلة للارتقاء بالعلوم والمعارف الى مرحلة متقدمة . وان عليهم أن يبتغوا في علمهم وجه الله تعالى ثم خدمة الوطن و الأمة الإسلامية خاصة أن ديننا يحضنا على العلم فما نتعلمه سيكون في موازين حسناتنا .
كما أنه لا بد من مراعاة الفروق الفردية بين الابناء وقدراتهم على التحصيل ومعالجة مشاكل تواجههم بالتحصيل الدراسي بالتعاون مع المدرسة .
الى جانب أهمية العناية بالتغذية المناسبة للأبناء ومنحهم فسحة من الوقت للترفيه عن أنفسهم بين الفترة والفترة ، وتعويدهم على تنظيم الوقت وتقسيم المواد تبعا للوقت المتاح مع البدء بالمادة الأصعب .
ضرورة اشاعة جو من المودة والرحمة وتعميق صلة الأبناء بالآباء وهو دافع قوي للتميز والتفاني بالعطاء واحتواء الأبناء بلطف العبارة ، والرسائل الإيجابية يجعلهم اوثق رابطة بآبائهم، مع ملاحظة اي تصرفات غريبة قد تظهر على الأبناء حيث ينشط مروجوا المخدرات والمنبهات والمنشطات في فترة الاختبارات ليتصيدوا الطلاب ويبيعوا لهم الوهم ، فيسقطوا ضحايا هذه السموم لا قدر الله، ومن المهم تعميق الإيمان في أنفسهم وتوثيق العلاقة بربهم ليكون خير معين لهم .
وخير ما نعلم أبناءنا في هذا الشأن دعاء " اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما"وان الله لا يضيع أجر من عمل بجد واجتهاد واتقان فقد قال تعالى : ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) ٣٠ سورة الكهف .
نسأل الله التوفيق والفلاح لجميع أبنائنا وبناتنا والله ولي التوفيق.