جماعات وأفراد وسلطات ،توَّاقون لراحة البال ، ويسعون لمعالجة ما قد يسبب رهقًا ، احيانًا تكون المعالجات تبنى على توقع لحظي غير مدروس فتتخذ السقف الأعلى من الاجراءات لمعالجة المشكلة بوضعها الآني دون التحسب أنها قد تبرز بصورة أخرى وتتطور المشكلة إلى ظاهرة .
كما الفيروسات والمضادات الحيوية عندما يقطع المريض علاجه حين يشعر بتحسن ما ، يعاوده نفس المرض فلا ينفع معه نفس النوع من العلاج ، فيضطر الطبيب لتغيير العلاج شريطة أن يستمر بالعلاج للمدة المقررة .
ودون وجود خطط قبليَّة ، يتم النزوع إلى الارتجال في اتخاذ القرارات سواء على المستوى الفردي أو العام ، كرد فعل لما طرأ ، ولم يكن قد تم استشرافه واستطرادًا لم يكن متوقعًا ، إمَّا لغياب مراكز التنبؤ المبني على افتراضات مما تراكم من أوضاع مشابهة ، ووفقًا إلى دراسات، وما أعدته مراكز بحوث علمية ، التي للأسف شبه غائبة في المحيط العربي سواء في الجامعات أو الجهات ذات الاختصاص .
ولذلك نلاحظ أن رد الفعل الآني هو السائد لمواجهة ما يستجد ، فيتم اللجوء الى حلول تكتيكية "مسكنات " ما يلبث أن يُنْسى ما كان يقلق ، والأسوأ أن لا يتخذ من هكذا مفاجآت نهجًا في تطوير مهارات وطرق التفكير للتحرُّز بوضع حلول وبدائل وقائية مستقبليَّة تواجه ما قد يستجد ،بما أعد مسبقًا على المدى الطويل "الاستراتيجيات " وفقًا لـرؤىً ناضجة ..ومن لا يتوفر على رؤية لن تجد لديه رسالة واستراتيجيات تتعدى الحاضر .