مشعل اباالودع الحربي
منذ سقوط النظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في العراق في التاسع من أبريل/ نيسان عام 2003 وعلى الرغم من الظروف المعقدة والشاذة التي يمر بها العراق بسبب التدخل الأقليمى والدولي في شؤونه الداخلية وتكالب قوى الشر والعدوان عليه لأفشال التجربة الديمقراطية الوليدة، خوفا من انتشار لهيبها المطهر إلى الدول المجاوررة التي تحكمها أنظمة، اقل ما يقال فيها أنها لا تلبى طموحات وتطلعات شعوبها .
نقول بالرغم من كل المشاكل والعقبات والتضحيات الجسام التي يقدمها الشعب العراقى من دماء أبنائه، فأن هذه التجربة، اتاحت لكل التيارات السياسية والفكرية ان تعبر عن آرائها بحرية ودون اية رقابة حكومية، فهناك اليوم في العراق مئات الصحف والمجلات الورقية ومحطات الأذاعة وقنوات التلفزيون التي تعمل حسب أجندة الجهات الناطقة باسمها، سواء اكانت جهات حكومية أو حزبية أو منظمات غير حكومية مثل النقابات والأتحادات المهنية والجمعيات النسائية والأجتماعية والثقافية والدينية والخيرية وجمعيات الدفاع عن حقوق الأنسان أو شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية وغيرها .
ولكن الملاحظ غلبة النزعات الطائفية والمذهبية المقيتة على معظم هذه المنابر وانتشار الفكر الرجعى السلفى التي تدعمها قوة السلاح والتمويل الأقليمى والأجنبى. وهى منابر تعمل الكثير منها من اجل المصالح الفئوية والحزبية الضيقة للكتل والتيارات الطائفية المتزمتة وتقوم بمحاربة كل مظاهر التمدن والتحضر في العاصمة بغداد والمدن العراقية الأخرى واثارة النعرات الطائفية مما يؤدى إلى تفكيك النسيج الأجتماعى العراقى وارجاع البلاد إلى عصور الظلام والتخلف والظلم والأضطهاد والتمييز العرقى والدينى والمذهبى.
وقد استطاعت هذه التيارات الحصول على مكاسب كبيرة لصالح دول الجوار التي تحارب التجربة الديمقراطية في العراق بالعمليات الأرهابية والأغتيالات وتفريغ المجتمع العراقى من العلماء والمفكرين واساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والأعلاميين والمثقفين عموما ليتسنى لها بسط هيمنتها على بلاد الرافدين