عبدالرحمن المشيخي
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبيّ بعده قبل بحث ظاهرة الإبتزاز وكيفية التعامل معها نتعرف على تعريف الإبتزاز ، وهو في الجملة : التهديد بكشف بيانات معينة عن شخص ما او جهة ما، فإن لم يقم الشخص المتضرر بالاستجابة لرغبات المبتز يقوم المبتز حينها بنشر بيانات الضحية او معلوماته وفي ذلك تشابه كبير مع التهديد.
هذه المعلومات والبيانات الخاصة بالمتضرر قد تكون عادة محرجة له دينياً واجتماعيا.
وهذه الظاهرة لا يختص بها جنس معين دون غيره بل نجد ابتزاز النساء للرجال والرجال للنساء.
ونجد أن سلاح الابتزاز ووسائله يختلف بإختلاف طبيعة الابتزاز والمكاسب المادية او المعنوية التي يطمح اليها المبتز ولعل اكثر تلك الوسائل التي يستخدمها المبتز صور للضحية او تسجيل صوتي او مقاطغ فيديو او اوراق عمل وغير ذلك.
وقبل البحث في علاج تلك الظاهرة قانونياً لعل من الأفضل علاج تلك الظاهرة دينياً ونفسياً وتربوياً ثم قانونياً وعلاج ذلك على النحو التالي :
أولاً : العلاج الشرع :
فقد حرم الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم الحاق الأذى بالمسلمين وتهديدهم وترويعهم وتخويفهم قال تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما عظيما ).
وحرم سبحانه أخذ الاموال بغير حق وايضاً امر سبحانه بالستر على اخيه المسلم وعدم استغلال ضعفه وجهله وقلة حيلته فعلى كل مسلم او مسلم تقوى واستشعار ذلك.
ثانياً العلاج التربوي والنفسي :
1- متابعة التقنية الحديثة وسائل التواصل الاجتماعي لدى الابناء.
2- تقنين الحرية المفرطة لدى الأبناء.
3- التحذير من مواقع الاغراء والمواقع الاباحية.
4- على الوالدين التقرب العاطفي والنفسي لأبنائهم بشكل مستمر وتلمس احتياجاتهم واشاعة ثقافة الحوار البناء بين جميع افراد الأسرة.
5- متابعة مستوى الابناء الدراسي.
6- حث الابناء على اختيار الصحبة الطيبة ومتابعة رفقائهم بشكل مستمر.
7- تعزيز ثقافة تحريم الإختلاط الذي حرمه الله.
8- مكافحة مسلسلات الغرام والحب المحرم في القنوات الهابطة.
9- تفعيل ثقافة الحجاب الشرعي الكامل.
10- الحث على الزواج المبكر وعدم المغالات في المهور.
ثالثاً : العلاج القانوني :
الابتزاز جريمة يعاقب عليها النظام في المملكمة العربية السعودية حيث اشير الى الابتزاز في المادة الثالثة من نظام الجرائم المعلوماتية.
وعقوبة المبتز : السجن لمدة لاتزيد عن سنة وغرامة مالية لاتزيد عن 500 الف ريال او بهما معاً.
وعلى الضحية عدم الخضوع لنزوات ورغبات المبتز والتصرف بالابلاغ فوراً ، أما كيفة الابلاغ فهي عن طريق هيئة الامر بالمعروف عبر الاتصال بالرقم 1909 او عبر موقعهم الرسمي او ابلاغ وزارة الداخلية عبر تطبيق كلنا أمن او بوابة ابشر او اقرب مركز شرطة.
وعلى الضحية الابتعاد عن الخوف غير المبرر من الفضيحة فهذه الاجهزة تتعامل بسرية وحرفية عالية ولهم خبرات تراكمية في علاج ذلك، والله الهادي الى سواء السبيل .
المستشار الشرعي والقانوني
عبدالرحمن المشيخي