إنه ذلك الطبيب الشامخ ،أرأيته وهو يمشي بسيطاً على أراضي أفريقيا ، أرأيت ذلك الرجل الثري الذي لو بقي في بلده لكان سيحصد آلاف بل ملايين الأموال من جراء عمله ، أرأيت ذلك الصيت وقد أختفى ، أرأيت تلك الفتاة الصغيرة وهي تشرب من يديه الحليب و الماء ، أرأيته وهو يركب وزوجته مركبة بسيطة لإغاثة الآلاف خلف الأدغال وهو يقطع الكيلو مترات لماذا ؟؟
ليعالج المرضى ، ويطعم الجوعى ، ويعلم وينشر الدين .
لن يوفيك ألف لقب معلم ،طبيب ، إنه إنسان ، عالم ، فذ .
نترقبك كل عام لنسمع من عبرك وإنسانيتك ، لن ينساك العالم ، لن ينساك التاريخ ، ، لن تنساك الانسانية لقد وضعت بصمة في جبين الأمة لتخلد معها معنى الرحمة و التضحية ، حفرت في قلوبنا خندقاً بوفاتك ، فيارب أكرم نزله ووسع مدخله .
كم شربة ماء قدمت ، كم بئراً حفرت ، كم خاطرت ، كم سافرت ، كم مرضت ، كم أنفقت ، كم تصدقت ، كم مركزاً أنشأت ، كم من مستشفيات بنيت ، كم من جامعة عمرت ،كم من الأفارقة يدعون لك ،كم من حلق تحفيظ القرآن أسست ،ومن مساجد بنيت ، ومن قلب واسيت، ومن دمعة مسحت.
أعرفته ؟ إنه الشيخ د.عبدالرحمن السميط (أتعبت من بعدك ياشيخ) أنت دفنت جسداً لكن سيرتك لازالت تذكرنا بأن أمامنا الكثير ، فالكوكب يضج بملايين البشرية اللذين أرّقهم الجوع و الفقر و المرض و الأمية.
ولا نملك إلا أن نقول رحمك الله رحمة واسعة وجعل ما قدمت صدقة جارية تنفعك ، ودعوات تؤنسك ، ولن ننساك ما حيينا ، وسنعلم الأجيال جيلاً بعد جيل عن ذاك الطبيب.
التعليقات 2
2 pings
احمد
07/05/2016 في 10:09 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع
ولمسة وفاء لمن يستحقها
فعلا السميط كان قدرة ولا بد أن يتم إبراز هذه الأعمال التي كان يقوم بها
وهذا المقال من الجهد المشكور في هذا السياق حتى تعلم الأمة من يعمل لأجل نهضتها الحقيقية
شذى
07/05/2016 في 6:17 م[3] رابط التعليق
شكرًا د.أحمد