هي معززة مكرمة .. هي جوهرة .. هي درة مصونة .. هي أمي وأختي وإبنتي .. وأنت محور الكون لكي يكون جل ما تفخر به المرأة أنها أمك وأختك وإبنتك !
هي إنسانة مثلك تماما كرمها الله تعالى مثل ما كرمك يقول تعالى : (و لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر) .
هي أول من إعتنق الدين الإسلامي وسبقت أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
هي من سبقت شهداء أحد وبدر للشهادة .. هي من خصص رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لتعليمها ولم يشترط إذن ولي الأمر في تعليمها .
إذن من أين جاء إذن ولي الأمر في تعليم المرأة في بلاد أنزل فيها الوحي ؟؟ من العادات والتقاليد الجائرة بتعاليم الإسلام السمحة ؟!
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : طلقت خالتي فأرادت أن تجد نخلها (أي تقطف ثمرة) فزجرها رجل أن تخرج (أي منعها) فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال :[ بل جذي نخلك فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفا] هذا الحديث الشريف يبطل إدعاء كل من يقول إن من تعاليم الإسلام بقاء المرأة حبيسة المنزل .. أو لزوم إذن ولي الأمر للسماح للمرأة بالعمل .
قال لها أشرف الخلق جذي نخلك لم يطلب إذن ولي أمر ولم يطلبها أن تحبس في البيت كما أراد لها من فهم الدين بشكل خاطئ وزجرها عن الخروج .
الإسلام حقا كرم المرأة وأعطاها حقوق لم ولن تحصل عليها المرأة الأوروبية أو الأمريكية .
لكن العادات والتقاليد سلبتها كل تلك الحقوق بإسم الدين !!
أيها الرجل بعد أن أنشئت لها دستورا قوامه الظلم والاستبداد والتعدي على حقوقها الشرعية ، بعد أن طمست حقوقها واستطعت أن تلبس قوانينك الظالمة لباس الدين ، بعد أن أخفيت كل جمال وسماحة هذا الدين العظيم ، بعد أن ارتديت قناع التزمت والإقصاء والتسلط على حقوقها الشرعية وأوصدت كل أبواب السماحة في وجهها .. لا تغضب إن طالبت بحقوقها من منبر آخر أو بلغة أخرى ، لأن ما من أحد سواك إضطرها لهذه الطريقة .
المرأة لم تخرجها دعوات التغريب كما يدعي من يريدها حبيسة المنزل في انتظار صدقة متصدق أو حسنة محسن .. إن من أخرج المرأه واضطرها للتمرد تارة وللهروب من المنزل ومن البلد تارة أخرى هو ظلم ولي أمرها ومصادرة حقوقها في حياة كريمة .. فالكثير من الذكور يقتات على ولايتة لأمة أو اختة أو زوجتة أو ابنتة التي فرض علية الإسلام الإنفاق عليهن ! ويشترط مبلغ مالي نظير كل توقيع في دائرة حكومية !
مثل هؤلاء لن توقفهم المطالبات ولا الاستجداء أن يتقوا الله في المرأة .
أمور كهذة تحتاج وقفة من حكومتنا الرشيدة .
فكل قضايا المرأة لن تحل إلا بقرار كقرار التعليم الذي أصدر في 1379هجرية ومن ذلك التاريخ إلى الآن 1437هجرية لا يزال هناك فتيات لم يتعلمن لأن ولي أمرها لا يريد بكل بساطة !
نعول على حكومتنا الرشيدة أن تنظر لكل هذا الظلم الواقع على المرأة وتلغي عقبة توقيع الرجل على كل شيء يخص المرأة دراسة ، عمل ، جواز سفر ، هذه أشياء طبيعية في هذا العصر وحقوق مشروعة لكل امرأة .
وليبقى توقيع ولي الأمر على زواج الفتاة كما جاء بذلك الشارع الحكيم ، في حال انه لم يعضلها .
ففي الإسلام حتى في الشأن الوحيد الذي أوجب فيه موافقة الرجل إذا لم يقوم بمساندة المرأة سحب منه هذا الحق.. الإسلام لم يجعل المرأة جارية عند ولي أمرها من أين اتيتم بنظام الاستعباد أيها الذكور؟؟