لبست ثوبي الجديد ورشيت من عطري الفاخر وأخذت مفتاح سيارتي وخرجت من باب شقتي أقفز على الدرج وأغني مسروراً .
إنه العيد وأنا ذاهب إلى أهلي وأصحابي فركبت سيارتي ونظرت في المرآة أتفقد غترتي وترسيمتي الجميلة تبسمت وأنطلقت أجول في الشارع ألوّح بيدي لمن حولي وفي نفسي أقول إنه يوم جميل .
وماهي إلا دقائق معدودة وإذا بذاك العفريت المارد إقترب من سيارتي وكاد أن يلتحم بي وأخذ يلوح بيديه ويتلاعب بأنوار مركبته ظننت أن السعادة تغمره ولم أعيره إهتماماً فأنا أسير وفق السرعة المحددة للطريق ولم ينقصني سوا لافتة (السائق تحت التدريب)الان ادركت ذلك .
وفجأة وفي لمح البصر تقدمني وأستوقفني وأنا أقول بالتأكيد لربما أراد أن يبارك لي بهذا اليوم ربما تعرف الشخص عليّ ومع الأيام نسيت ملامحه الجذّابة ( جذابة بشكل آخر ) فهو والعفاريت إخوة وإن لم يكن فأبناء عمومة.
ترجلت من مركبتي فليس من عاداتنا أن نحتقر الآخرين وليتني إحتقرته بل ليتني أطلقت ساقيّ للريح فما هي إلا دقائق بل ثواني وإذا بي في مركبة أخرى الكل يفسح لها الطريق .
فقدت ترسيمتي الجميلة وزارني من أردت زيارتهم وفقدت بعض ملامح وجهي الجميل فحسبنا الله ونعم الوكيل .
وبعد أيام إتجهت للمرور فما حدث في نطاق عملهم بوجة نظري إن بقيت لي وجة نظر.
وجدت صديق لي هناك رويت له بعض ماصار كاد أن يغمى عليه ضحكاً مماحصل معي فهو يعلم أن الرجل أرادني أن أفسح الطريق له كي ينطلق بحرية (كأن الشارع ملكاً لأبيه) .
أرشدني صديقي أن أذهب إلى المخفر القريب لأن صاحبي (حسب تعبيره)هناك .
أتيت المخفر فإذا بذاك الماردالبغيض الحقير (هكذا أراه) . يأنّ من ويلات القيود كأنه جرذ ويرجوني الرحمة والعفو وأن ماحدث ساعة حضرها شيطان (من أبناء عمومته) وأنني رجل كريم وملامحي تنير بالخير .
في هذه اللحظة فقط أحسست بالكبرياء وسألته متأففاً من النظر حتى إلى طرف أنفه "لحظة إنتصار" أين غترتي وأين عقالي الجميل بل أين فرحتي بالعيد أتعيدها لي ولك الصفح الجميل .
لا أخفيكم سراً بأنني أدرت ظهري له وتركته يعيش في همّه الذي صنعته يداه الغليظتان (فأنا أعرف غلظتها جيداً) حتى يتعلم ويروي لمن شاء بأن الله يمهل ولا يهمل .