ما بين صراخ الجرحى، وما بين الهائمين بالمرحى، وما بين عيد فطر واضحى، وبلغة مضمونها الفصحى، وبعيدا عن تصريحات تستوحى، نغير بها ذلك المنحى، أين نجد الذي يعمل بضمير أو يعلنها بشجاعة ويتنحى.
فما زالت مستشفياتنا تعج بالفوضى، ولا احدا بخدماتها يرضى، ولا زالت افلام القهر تنتج بين الحينة والأخرى فمتى سيتوقف انتاج تلك الافلام المفزعة؟ ومتى ستتلاشى تلك الشكاوى والملاحظات التي تهل على بعض المستشفيات من حيث الخدمات التي تقدمها ورفع جودة الأداء بها بكل المقاييس؟ ابتداء من اقسام الطواريء ومسؤوليها، ومرورا بإدارة تلك المستشفيات ، وانتهاء بمخزون الصيدليات التي مللنا فيها من عبارة ( العلاج هذا غير موجود) أو النظافة وما ادراك ما النظافة وبذات المنشأة. فلا يخفى على ايا منا الحال القائمة على تلك المستشفيات من فوضى عارمة، واهمال يتفاقم يوما بعد يوم ، في حين أن مراجعة تلك الجهات بات يشكل هاجسا للمواطن من حيث المماطلة والخوف أو التخوف من الخطأ والتلاعب سواء طبيا أو اداريا.
فرسالتي الأولى المعترضة بالأستفهام للمسؤول؟: أين الميزانيات التي تصرفها الدولة للوزارة ذات الصلة بالمستشفيات ؟ وهل ترى أن الدولة توانت عن الأنفاق على تلك المنشآت؟ وهل تجرؤ بقولا أو تبريرا أن الدولة قصرت في دعم تلك المنشآت! ( سأترك لك حرية الأختيار في الأجابة ) وانا على يقين مطلق أن لا احد يجرؤ على قول ذلك، لأن الصورة واضحة تماما بل مرتسمة امام اعيننا بكل دقة ووضوح، وقراءتي لها شخصيا ترجمتها في هذا التساؤل _هل هو ضعف في بعض الكوادر الطبية وعدم كفاءته؟ أم ضعف الادارة المشرفة والموجهة والمتابعة لتلك المنشآت؟ أو اللامبالاة بأرواح البشر وتهميش احتياجاتهم الطبية او السريرية؟... وبهذا نأتي للعودة الى كل ما طرح من تساؤلات فهي معنية للمسؤول ايا كان، واعي جيدا الأجابة على تلك التساؤلات؟ فلست بحاجة لأن أبرهن أو أبرر لأثبت ذلك فهو ثابت أصلا وموجود على أرض الواقع، فزيارة سريعة ومتواضعة لمستشفى الدرب العام الذي لا يوجد به أدنى المقومات كفيلة لأثبات تداعيات ما اسلفته سابقا، والتي يتوجب أن تكون في مستشفى عام وحكومي، أضف إلى ذلك حساسية موقعه! فوقوعه على خط دولي يزيد تلك الحساسية، كونه يقع على خط دولي يربط دولة اليمن الشقيقة مع المملكة العربية السعودية بعد مرورهم بمنطقة جازان لوجهتهم الى منطقة مكة المكرمة، وللقادمين أيضا من منطقة جازان بكافة محافظاتها، كذلك مرتادي الطريق من مدينتي ابها وخميس مشيط وما جاورهما من القرى والمحافظات، فنقطة التقاءهم جميعا ( محافظة الدرب) التي يقع بها ذلك المستشفى ؟ فمن هنا يتبين لنا ما سيولده الضغط الشديد من تلك المناطق والمحافظات بمرتاديها على طريق ( الساحل ) فكيف لا يتم تطوير ذلك المستشفى. ومما يزيد الأمر سواء هو حلول فصل الشتاء في منطقة عسير، فأزدياد أعداد مرتادي الشواطيء البحرية يشكلون ضغطا هائلا لسلكهم ذلك الطريق، وكي لا أطيل وللوصول الى الهدف المنشود هو تكتل المسافرون من تلك المناطق المذكورة آنفا، مرورا بتلك المنطقة فكيف له ان يستقبل حالات الحوادث التي تنتج عن ذلك التكتل وهذا في المقام الأول، والتي ينتج عنها اصابات متفرقة ومتفاوته، والأدهى والأمر أنه لا يستقبل بعض الحالات كالكسور المضاعفة أو الحرجة ككسور عين الورك والحوض وكذلك كسور الوجه والفكين، وهذه هي التي تغلب وتطرأ في تشخيص حالات الحوادث وبحجة عدم وجود الأخصائيين لذلك! إذا لما هو قائم! وما الدور الذي يقدمه !ام أن المستشفيات باتت تتفاوت من حيث المواصفات ! اليس الهدف من وجوده هو تقديم تلك الخدمة التي تصنف في المقام الاول بالإنسانية! ولا انكر هنا أنه يتم إحالة المرضى الذين يصعب علاجهم إلى مستشفى الملك فهد بمنطقة جازان ولكن لماذا؟ نعم .. لماذا لا يتم تطوير المستشفى ذاته نظرا لحساسيته من حيث الموقع، ويدعم بالكوادر الطبية والمتخصصة التي تسهم في أستقبال الحالات ومعالجتها، فالأمر في أشد الخطورة، إضافة إلى حاجته الماسة للدعم من حيث المستلزمات الطبية، فلطفا بسكان تلك المحافظة ( الدرب) الذين يواجهون من الشدة والهم جراء تقديم تلك الخدماته الضئيلة ما الله به عليم، ويتطلعون إلى تطويره بشتى الطرق.
لأقف في رسالتي الثالثة والأخيرة لك ايها المسؤول لأقول : اللهم أبرء ذمتي فيما كتبت من كلمات وافصحت عنه من معاناة، وفتشت عنه بتيقن وثبات، وأوصلته بكل أمانة واستمات، فمن يقطنون المستشفيات، وتعتصرهم الصرخات، وتستبيحهم الآهات، ويحتويهم الخوف مما هو آت، أمامكم ونصب أعينكم في يوم يجمع فيه الأموات، حينها لا طريق لإصلاح ما فات، فما فات مات.
محمد حسن الفيفي
جامعة الملك خالد
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابو عبدالرحمن (جده)
21/11/2016 في 3:51 م[3] رابط التعليق
جزاءك الله الف خير كلامك كله صحيح 100% ولكن لاحياة لمن تنادي الصحة في منطقة جازان (قد ماتت من زمن)
عبدالله القحطاني
21/11/2016 في 4:05 م[3] رابط التعليق
كلام ثمين وصحيح ونسأل الله أن يعين الجميع على أداء الأمانة.
الوافي
21/11/2016 في 4:27 م[3] رابط التعليق
وماادارك بمنفى الدرب وكادره الطبي والاداريين عليه .من تجربه شخصيه بمنفى الدرب والذي لايرتقي بأن يطلق عليه مستشفى ،،
هؤلاء هم متخصصون في تغطيه الجروح بلا نظافه وتعقيم هؤلاء هم من يجعلونك تمشي كسيراً اشاعاتهم غير صادقة مدراء مناوبون نائمون عدم احساس بالعمل وضع شروط تعجيزيه لنقل المصاب من منفاهم الى مستشفى عسير المركزي وفي نفس اليوم الذي كنت فيه انتظر ان ينقل اخي الى عسير باسعاف لسوء حالته ولجود كسور مضاعفه .
.. ينقل شخصاً اخر وبكل وقاحه هذا من (معارفي) لديهم النظام يتماشون به ع المراجعين وهم بحد قولهم (بكيفي).
حسبي الله عليهم صباحاً ومساءً
سوء في التعامل نظافه سيئه ولكن رسالتي الى الدكتور/ ابو القاسم سوداني الجنسية .
ورسالتي الى المدير المناوب ناصر موسى عسيري
حسبي الله ونعم الوكيل واشوف فيكم يوم باذن الله شكراً ايها الكاتب الشجاع والوفي الى وطنه ومواطنيه وشكراً لصحيفة عاجل وشكراً للجميع
خالد
21/11/2016 في 7:25 م[3] رابط التعليق
فعلا المستشفى بحاجه الى اعادة النظر .
ابو عبدالرحمن (جده)
21/11/2016 في 7:51 م[3] رابط التعليق
جزاءك الله الف خير والله كلام 100% اتنمنى يتحرك هرمون الاحساس لدى وزارة الصحة والشئون الصحية بمنطقة جازان
Alawwy
21/11/2016 في 8:27 م[3] رابط التعليق
هناك مستشفيات عدة تحتاج الى لفته ولا لها حسيب ولا رقيب
والمصيبه الكبرى انها تحت اسم ( مستشفى ) ولها ميزانيه تصرف لها من الحكومه ولكن هناك تخطيط وفشل اداري
نرجوا من مكافحة الفساد الاهتمام بهذا الموضوع وانه اهم المواضيع
محمد المشيخي
21/11/2016 في 8:31 م[3] رابط التعليق
فعلا وضعت النقاط ع الحرووف وأوصلت رسالة لتحسين الوضع فالمستشفى وليس بالضرورة أن يكون الانتقاد لشخص بعينه فالكل منا يقصر والأهم أن يتم تلافي ذلك التقصير ولك كل الشكر أنا وضعت هذا المستشفى تحت مجهر قلمك
أم محمد
21/11/2016 في 8:33 م[3] رابط التعليق
المنطقه بكامل مافيها مهمل والمستشفى ادهى وأمر أرجو ان يصل صوتنا حيث انا ممن تضررت من ذلك المستشفى .
ابوسحاب
24/11/2016 في 12:41 ص[3] رابط التعليق
وفوق كل هذا لا مبالاه وتبلد احساس من الاطباء والممرضين وكانك دابه وليس انسان .. وتهرب من واقع الحكومي الى واقع المستشفى الخاص اللي يتعامل معك وكانك سلعه وليس انسان