كما الكثير من أبناء منطقة جازان كنا لاعبون سابقون في أندية المنطقة وأصبحنا الآن أولياء أمور لشباب يمثلون هذه الأندية في مختلف الألعاب الرياضية ، يحرص السواد الأعظم من أهل المنطقة في السهل وفي الجبل على دعم وتشجيع هؤلاء الشباب على الإنتماء إلى أندية المنطقة الرياضية لما فيها من فوائد كبيرة تعود بالنفع على هؤلاء الشباب لعل من أهمها إشغال أوقاتهم وقتل أوقات الفراغ التي من الممكن أن تقودهم إلى أفعال وتصرفات سيئة .
في السنة الماضية تم إقامة المنافسات الرياضية وبطولات المنطقة بمختلف الدرجات والألعاب على ملاعب مدينة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله سواء في الملعب الرئيسي لمنافسات كرة القدم أو في صالات المدينة للألعاب المختلفة وقد استقبلت هذه الصالات فرق من أندية المناطق الأخرى مثل دوري السلة المشترك بين أندية منطقة جازان ومنطقة عسير وأيضا استقبلت فرق من مناطق أخرى لعبت حسبما أذكر في منافسة كرة اليد لدوري إحدى الدرجات ، عموما بعد أن إنتهت منافسات المنطقة لجميع الدرجات في كرة القدم في ملعب مدينة الملك فيصل رحمه الله بجازان وبعد معرفة الأبطال المتأهلين لتصفيات المناطق للتأهل إلى الدرجات الممتازة والثانية أصدرت لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم السعودي قرارا غريبا بحرمان أندية المنطقة بإستضافة المباريات على أرضها والتي تلعب بنظام الذهاب والإياب وإرغامها على إختيار ملعب مستضيف في مناطق أخرى وحرمانها من حقها الطبيعي والعادل في مثل هذه المنافسات حيث لعبت المباريات التي تعتبر على أرضها في محافظة جدة أو في مناطق أخرى بينما تلعب الفرق الأخرى المنافسة لها على ملاعبها مما شكل ضغطا كبيرا على أندية المنطقة حيث أصبح المطلوب منها شد رحالها والتنقل بين مدن المملكة في الذهاب والإياب مما حرمها المنافسة العادلة . وعندما قامت إدارات أندية المنطقة بالحديث مع لجنة المسابقات حول هذا القرار المجحف في حق هذه الأندية كان تعليق اللجنة وردها أن هذا القرار هو بطلب من الجهات الأمنية بسبب الأوضاع التي يشهدها الحد الجنوبي الملاصق للمنطقة وخطورة هذا الأمر على اللاعبين والجماهير ، وهنا أجد نفسي مضطرا لطرح هذا التساؤل ألم تكن هذه الأوضاع التي استدعت نقل هذه المنافسات من المنطقة هي نفسها التي كانت متواجدة خلال منافسات دوريات المنطقة قبل الوصول إلى هذه المرحلة من التصفيات ثم أليس جميع أبناء المناطق على الحد الجنوبي تعايش نفس الأوضاع وهم يمضون في حياتهم اليومية بدون أن تأثر عليهم هذه الأوضاع بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل أبطالنا رجال الأمن بمختلف الجهات .
الأمر الأكثر سوء هو ما نسمعه هذه الأيام من قيام الاتحاد السعودي بنقل جميع منافسات أندية منطقة جازان إلى ملاعب منطقة عسير وهذا الأمر لو حصل فعلا فهو ضربة كبيرة لأندية المنطقة ورياضتها فكيف تستطيع هذه الأندية الذهاب أسبوعيا أو كل كم يوم من جازان إلى عسير بهذا الكم الهائل من اللاعبين في مختلف الألعاب والدرجات الذي سوف يسبب الإرهاق والمعاناة للجميع بل وكيف سنرضى كأولياء أمور بذهاب أبناءنا وقطعهم لهذه المسافة كل إسبوع على الأقل برا إلى عسير وتعرضهم لخطر السفر بالسيارة غير ما قد يسببه هذا الأمر من تأثير سيئ على دراستهم وتحصيلهم العلمي والإرهاق الذي سوف يعانون منه بسبب التنقل لهذه المسافات في أوقات متقاربة ولمدة موسم رياضي .
أخيرا الأمل كله يحدونا في تدخل أصحاب السمو الملكي أمير المنطقة ونائبه في هذا الأمر واللذان نعلم حرصهم الشديد على كل ما فيه مصلحة المنطقة وأبنائها عامة في جميع الأمور والأحداث والتي من ضمنها الأندية الرياضية وشبانها ..