محمد جهز العوفي
القراءة مجال طويل يصعب الألمام بكل جوانبه من خلال مقالة قصيرة ، وانما سأخذكم معي بشئ من التذكير البسيط لعلنا نستدرك فيه شئ مما ضاع عنا في غفلة منا ، فمن معجزات ديننا الأسلامي انه نزل بكلمة اقراء وهي أول كلمة نزل بها امين الوحي على سيد البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ممايخلق داخل المتلقي انطباعاً جيد نحو القرائة وإعتبارها اول ابواب العلم ومشعل العقل وضياء البصر و البصيرة معاً.
فمن خلال القراءة يكتسب الشخص مهارات العلم والمعرفة ، فهي غذاء الروح وهي امتع وسيلة لتنزه وسط عقول البشر، ولاهميتها في قيام الحضارة الأسلامية فقد اهتم بها الأقدمون في صدر الأسلام وتم انشاء عدد من المكتبات التي تثري العقول وتضئ عتمة الجهل وتزيح ظلمته.
القراءه هي الوسيلة التي من خلالها يتم التواصل بين العقول والأطلاع على الثقافات بين الشعوب في شتى المجالات ، وتعتبر من الوسائل التي تصقل شخصية القارئ وتنمي ثقافته اللغوية والعلمية وتفتح امامه مجالات واسعة من الوعي والأدراك السامي.
كما ان القراءة تعتبر من اقوى الوسائل لاستثمار الوقت فيما يعود بالنفع على القارئ وتمكينه من اجادة دفة الحوار والنقاش البناء مع الأخرين.
القراءة اعظم وسيلة لتطوير الذات واكتساب المهارات المتعددة ، سواء كانت القراءة ادبية أو فكرية أو قصص أو فقه وعقيدة وتاريخ ، فمن حرم متعة القراءة حرم نور العقل وأدب العلم وفن الحوار.
الكثير منا يهدر وقته في تصفح جواله ساعات طوال في قراءة مالا طائل منه! ومع ذلك لا يمنح نفسه ولو نصف ساعة من الوقت المهدر لقرائة كتاب يعود عليه بالنفع وتوسيع الأدراك والمعرفة لديه.
ومن المؤسف جداً انه عندما تجمعنا المجالس تتحول نقاشاتنا وحواراتنا في مسار الغيبة التي اصبحت هي فاكهة مجالسنا، لانه لا يوجد بيننا قارئ ومثقف يدير دفة الحديث حول باب من ابواب العلم والمعرفة ، أو حول كتاب تم قرائته ووجد بين فصوله وطياته معلومة مفيدة أو فكرة منيرة تستحق ان نطبقها في اي وضع من اوضاعنا الحياتية وتعود على العموم بالفائدة، فالقراءه تعتبر اقوى وسيلة لبنا الحضارات وتطورها في شتى المجالات.
ورغم ان الكتاب أصبح لا يحتاج إلى عناء البحث عن المكتبات وتكبد المال في شراءه ، حيث انه تم تهيئة مواقع شتى على صفحات الأنترنت تحمل بين دفاتها كم كبير وهائل من الكتب في شتى المجالات التي تروق للقارئ وترتقي بوعية، كل ذلك بامكانه الحصول عليه بضغطة زر يستيطع من خلاله الراغب في القراءة تحميل اي كتاب يوافق رغباته وتصفحة في أي وقت يشاء، الا اننا لا نعير القراءة اي اهتمام !!
مما جعلنا نغوص في وحل الجهل والتخلف وتحولنا كمجتمع أو اشخاص إلى وسيلة للهدم بدل البناء بطرق ابواب القيل والقال وافساد العلاقات بين بعضنا البعض!
عزيزي القارئ اقتطع من وقتك جزء للقراءة فستدرك متعة لم تكن تحلم بها وستشعر كم فرطت في سالف ايامك بانصرافك خلف مالا نفع به!
انها فكرة جميلة تستحق التجربة فلا تحرم نفسك تلك التجربة التي لن تخرج منها خالي الوفاض.
دمتم بخير ..
التعليقات 1
1 ping
ابوعمر
18/07/2017 في 8:39 ص[3] رابط التعليق
مقال استهدف شريحة كبيرة من المجتمع غفلت وضيعت وهدرة كثير من وقتها في مالا فائدة فيه
شكرًا لكاتب المقال اجاد وأفاد