غالباً ما أن يتقدم بنا الزمن يرافقنا التغير في جميع مراحل حياتنا، والتغير والتغيير شيء طبيعي جداً، فالإنسان منذ ولادته إلى أن ينضج يمر بتلك التغيرات ( الفسيولوجية) الجسدية التي تصاحب مرحلة البلوغ، وكذلك التغيرات ( السيكولوجية ) التي تعنى بالجانب النفسي للانسان، وهي تتأثر وتختلف حسب طبيعة الأنسان أو الشخص، إستناداً على عدة عوامل كالبيئة المحيطة به وصولاً إلى مفهوم التغيير الأشمل في الأنتقال من حال إلى آخر، تسببت فيه أحداث جديدة فكانت عوامل مؤثرة على ما حولها، ويجب أن نؤمن بهذا.
إلّا إن بعض التغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي من حيث (الأصلاحات الأقتصادية) والتي تزامنت مع صدور القرارات الملكية الأخيرة لا زالت حديث المجالس، وتشتعل بقلوب من لم يستخدم عقله، ليطلقه لرؤية مبنية على خطط وإستراتيجيات بحته، بقدر ما يطلقله لتلك المنابر التي تمثل علينا (الكذب والتزييف) وتدعي حرصها على الوطن ومقدراته من الهلاك والضياع ( القنوات المعادية) وترهبنا من الشتات القادم بهدف تفكيك لحمة المجتمع السعودي فكراً وتنظيماً، فلا زالت تلك العقول حبيسة السموم المبثوثة في افكارهم بشكل محكم، جرّاء الحرب الإعلامية التي تقودها تلك القنوات، مما سبب لهم خيبة أمل ألبستهم إياها وأوقعهم فيها تلك الأبواق ، دون وعي بأن الدولة بذلك الأجراء تهدف إلى تحرير الأقتصاد في البلد بكافة جوانبه، لتمكينه من النهوض والإزدهار ليصل إلى مرحلة يستطيع أن يدمج فيها نفسه في الأقتصاد العالمي.
لماذا لم نؤمن بتلك التغيرات ؟ لماذا سلم البعض عقله لتلك القنوات؟
كي نفهم طبيعة تشكل تلك القنوات التي مرادها الأيقاع بنا كمجتمع متماسك، يجب علينا أن نضع في الحسبان أميركا وإيران، ثم العودة إلى القائمين عليها من أبناء البلد! وهم خارجه! في حين أن البلد يقطنه اكثر من 12 مليون أجنبي ،يتوافدون بكل قوة وحيلة للوصول الى المملكة العربية السعودية ؟ هلّاحكمنا عقولنا قليلاً! ألم نستشعر إلى الآن أنهم بذلوا أنفسهم وخصصوا ميزانيات ما إن دفعت في ترميم وإعادة أي دولة عربية سقطت لاعادتها! ولإجل ماذا؟ للوصول إلى مرحلة وحشية متى غابت فيها الحكومة وتلاشت وهذا أحد أهم أهدافهم.
وكي أخرج من دائرة (التطبيل) التي قد ينعتني بها أحداً ما بقناعته أو بغير ذلك، يجب أن نسعى جميعاً إلى أن نزيد من تباطؤ حركة وإنسياق البعض بيننا رهيني تلك الافكار والقنوات نحوها ، وتعزيز المفاهيم لِأفكارهم نحو الرؤية الحالمة 2030 لنتلاشى المشكلات والصراعات والإنحرافات التي أسهمت في إعاقتهم عن المشاركة البنّاءة ولو بالشيء اليسير، وكي لا يبقون متعارضين مع التغير الذي طرأ فالرؤية في طريقها لا محالة فلا تنتظروا زوالها أو تخبطها أو حتى فشلها.
ماذا قدمت تلك القنوات؟ من هو الداعم الحقيقي لهم؟ ما هي أهدافها؟ من هم محركيها؟!
بلا شك قدمت الإثارة، وحددت أهدافها من ضعاف العقول! لجذبهم والتأثير عليهم بقضايا فردية لا تهم المواطن أو الفرد السعودي، وتقدم نفسها حلاً بديلاً! وهو صراع من أجل النفوذ لا أكثر، وليس كما تورده في إدّعاءها حرصاً على البلد ومقدراته.
ألا نستطيع أن نحلل ونشخص التناغم والإنسجام بينهم وبين الغرب بإدعاءآتهم التي تهدف إلى الإصلاح والإستقامة والعدل والمساواة ورفع الظلم ! وهي ترجمة حقيقية لما يخرج لنا به الغرب كل يوم عن الحرية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة ودراسة الفقر، بينما معدلات الفقر والجريمة والظلم والأذلال وأنتهاك حق الإنسان في الغرب وإيران هي الأعلى نسبة في العالم! وقنواتهم هي من الشواهد على ما يقدمونه في دولهم ولا نغيب الأيدي الخفية التي تحكمهم من خلف الستار!
إِعلاميو تلك القنوات التي لا أتشرف بأن أكتبها أو أعلن لها يحاربوننا فكرياً، وحين ينالون منا حتماً سيعلنون الإنتصار لإيران والغرب فليس انتصاراً لهم على وجه الخصوص، لإنهم مجرد أدوات مستخدمة لهذا الغرض وإنتهى بهذا دورهم، وعندئذ سنكون بين الحديد والنار وسيكرمون وينعمون بالحياة الهنيئة والرفاهية التامة، ولن يلتفتوا إلينا! بينما سيبقوننا في ما ينتهوا به ليعمل بعضنا على بعض!
التعليقات 3
3 pings
bodor
22/01/2017 في 7:23 ص[3] رابط التعليق
ساهمت المملكة العربية السعودية في إغلاق تلك القنوات ولكن إيران خلفهم !!
ستنتصر دولة دستورها صحيح لا شوائب فيه . وسنرى إيران خاسئه خاسره .
أبو جمانه
22/01/2017 في 5:24 م[3] رابط التعليق
مقال في قمة الروعه أين وزارة الأعلام من هذي القنوات للأسف ..
أحسنت أستاذ محمد على هذا الطرح
مجرد رأي
22/01/2017 في 9:14 م[3] رابط التعليق
اظن وضحت الصورة تماما وتم الطرح بكل شفافية وشجاعة وهذه هي الوطنية الحق ولكن لماذا لا يوجد لدينا قنوات تنير المواطنين بالخطورة القائمة وترد على تلك القنوات بالمثل!
مجرد رأي